الاثنين، فبراير 07، 2011

مي و أسرار المثلية - الفصل الثامن


الفصل الثامن - بهاء يدخل حياة مي و ينقد حياتها للمرة الثانية



الفصل الثامن

أغراض هنا وملابس هناك ...الجو العام للغرفة لا يريح ابداً وقفت والدة مي تنظر بإستغراب إلى مظهر ابنتها التي تشبه فتيات الشوارع كأقرب مثال...ملابس ممزقة وقبعة رياضية شكلها مقلوب وحذاء غريب ومتسخ
شهقت الأم بطريقة أفزعت ابنتها التي تفاجأت بوجود والدتها خلسة
قالت بتوتر: ايه يا ماما.... مالك ؟؟
 ايه ده يا بنتي . خير ان شاء الله ؟ حصلك ايه ؟؟  قالت الأم برعب:
ابتسمت مي قائلة: لأ اصلي رايحة حفلة تنكرية
نظرت الأم الى ابنتها كأنها غير مصدقة: مي...انتي بتكذبي عليه ؟؟
 قالت مي بتلعثم: أصلي
مي قوليلي في إيه ؟؟؟
تنفست مي وجلست على السرير وأجلست والدتها وقالت: ماما انا داخلة في مهمة صعبة يا عديها يا ما عديهاش بس إللي أنا متأكدة منو إني لو ععديتها حعمل حاجة كبيرة أوي
 مي انتي ناوية على ايه
ماما مش قادرة اقولك صدقيني بس وحياتك عندي تدعيلي وانتي عارفاني لما احط حاجة في راسي بعملها وطول عمري مشرفاكي
 وضعت الأم يدها على كتف ابنتها قائلة: انتو كلكم بناتي وطول عمركم مشرفني...انتي ونهال اللي إن شاء الله تاخد البطولة في الألعاب الرياضية وسهى رغم إنها مسافرة على طول بس انتو معوضيني
ضمت مي ابنتها قائلة: ربنا يخليكي ليه يا احلى ام..(نزلت دمعة من عينيها مسحتها فوراً قائلة)..هي نهال فين ؟؟؟
 بتصلي يا حبيتي
 ؟؟؟ ابتسمت مي قائلة: ربنا يهدينا ويهديها...وسهى والأولاد
طلعو مشوار بعد إكرام راحت من الصبح مش عارفة فين
 (فتح الباب فجأة ودخلت سهي ممسكة تامر بيدها إلى الغرفة
قالت سهى:ايه ده انتو هنا وانا فاكرة ما فيش حد في البيت ؟؟
نظرت مي إلى سهى وهي ممسكة بتامر بيدها وكأنه طفل صغير تخاف من أن يضيع في لحظات
 إيه ده يا سهى ؟ ماسكة تامر كده ليه زي العيال الصغيرة...(قطع الحديث جملة الأم بأنها ذاهبة لتحضير الأكل
قالت مي: ماما استني خدي تامر معاكي شوية...(بقيت عندها سهى ومي لوحدهما
 سهى: ايه ده يا مي ايه الي اللبس ده؟؟



 نظرت مي الي نفسها وكأنها نسيت ما تلبسه ..وضحكت قائلة: لا دي حفلة تنكرية كده
طب مشيتي تامر ليه يا ستي؟؟
تنهدت مي قائلة: اكتر من مرة كنت حقلك على الموضوع ده...لأني لاحظتو وساكته..أنت يتعلقك بتامر مش طبيعي يا سهى وده غلط
قالت بتعجب: هو غلط الأم تحب ابنها؟؟
 أكيد لأ..بس انتي بتعامليه كطفل مش كراجل..انتي بتأكليه وانتي بتلبسيه وانتي بتحميه وهو تقريباً بلغ وده مش صح لازم تحسيسيه انو راجل وحيبقى راجل..انتي مش ملاحظة ازاي بتضميه وتنيمي في حضك ده زي البنات الصغيرة مش ملاحظة انو بيخجل من الرجالة وما بيقعدش غير مع بنات وفي حضن البنات عمرو ما قعد مع راجل وبيهرب منهم
قالت سهى بقلق: قصدك ايه ؟؟؟
ده بيخلق الشذوذ يا سهى الي انتي بتعملي كتر تعلقك بابنك بالشكل ده بيخلق عندو الشذوذ لأنك بتحسسيه بالدلع الزايد وكأنو بنت مش حيحس انو راجل
وقفت وقد ضربت بيدها على صدرها خوفاً: انتي بتقولي ايه ؟؟؟
 قالت مي بحزم و كأنها بتخوفها : ده إللي حيحصل يا سهى لو ما اخدتيش بالك...وانتي عارفة أمريكا ما فيش اسهل من ان الولد لو عندو استعداد انو ينحرف  وانتي بتخلقي بالتصرفات دي جوه ابنك الاستعداد ده..أنا بوعيكي مش اكتر الحقي الموضوع.........

فكرت مي في خطة أخرى و غيرت ملابسها بسرعة و خرجت من دون ان يلاحضها أي أحد
********************************
رجل في الأربعين من عمره اسمر اللون غليظ الشفاه أصلع قليلاً لكن مظهره العام يدل على انه يمتلك بعض الأموال التي جلبها بطريقته الخاصة.... يجلس وراء مكتبه ويتحدث مع زبائن المحال وخاصة السيدات بلطف وابتسامة ملحوظة....لا يترك فتاة تهرب من نظراته... يراقبهن بشكل مريب للغاية من فوق إلى تحت وكأنه مفتش في الشرطة وهو طبعاً أبعد ما يكون كذلك....بقيت مي تراقبه من وراء الزجاج أمام محال الملابس الذي يمتلكه كما كتبت لها الفتاة المجهولة في الرسالة عن عنوان الشخص الذي يعرف طريق الوصول إليهم...عادت إلى سيارتها في انتظار خروجه ... مضى الوقت وهو ما زال يتحدث مع هذه ويضحك مع تلك واخيراً خرج بعد حديث طويل مع فتاة واضعاً يضع يديه على كتفيها وصعدت معه إلى السيارة وهي في حالة صعبة ...نصف واعية تقريباً ولا تتنفس بسهولة
أدارت مي سيارتها ولحقت به من بعيد وهو يدخل في شارع ويخرج من آخر إلى أن دخل في منطقة غير مأهولة عند إطراف المدينة ..شعرت مي بالخوف ولكنها بقيت لاحقة به في تصميم رهيب....إلى أن وصل الى فيلا مضاءة ويخرج منها أصوات موسيقى صخبة و قوية ...انزل الفتاة مصطحبها إلى الداخل.ابقت مي سيارتها بعيداً...وبدأت بالتسلل مقتربة من الفيلا ....لاحظت وجود بعض الأشخاص في الخارج كأنهما حراس...ولكنها استطاعت بخفة أن تتخلص منهم...تابعت مسيرها إلى أن وقفت تحت إحدى الشبابيك المقفلة ولكن نظراتها استطاعت أن تنفذ إلى الداخل من خلال فتحة صغيرة تركت بإهمال
وجدت حقاً ما كتب في الرسالة حرفياً تعاطي مخدرات ..فتيات وشباب في أوضاع مريبة ..انحراف في كل ما في الكلمة من معنى...بدأ قلبها يطرق بشدة وابتعدت خطوتين إلى الوراء...شعرت أن الموضوع ليس بمزحة بل هو حقيقة...يجب أن تعرف كيف تنفذ إليها وتدخلها....عادت مسرعة إلى سيارتها في ظلام الليل...حاولت أن تدير المحرك ولكنه خذلها....لاحظ احد الحراس الصوت واقترب من مصدره مسرعاً لمحته مي يتوجه نحوها بدأت تحاول بتوتر وفي اللحظة الأخيرة دار المحرك وانطلقت السيارة ولكن الحارس لحقها هو الآخر بسيارته وبدأت المطاردة...استطاعت الهروب بعد أن دخلت في شوارع كثيرة... اكتشفت بعدها أنها تاهت في المكان ولم تعرف العودة .. لم يكن أمامها سوى الاتصال بأحد لنجدتها...اتصلت بمحي ولكنه لم يرد...اتصلت بالدكتور كمال لكن كان خطه مقفل
تنهدت وشعرت أنها تريد البكاء...خائفة من أن يعتر عليها الحارس...اخيراً تذكرت بهاء
بدا صوتها متوتراً وخائفاً وهي تتحدث إليه: الو..مساء الخير
اهلاً يا مي في ايه مالو صوتك
 بدأت بالبكاء قائلة: انا تايهه مش عارفة أنا فين....ومش قادرة اتحرك من مكاني لتوه اكثر
قال مخففاً عنها: ما تخافيش طيب اوصفيلي المكان عشان اقدر اجيلك
نظرت مي حاولها محاولة ان تحدد له مكانها:...أنا في المنوفية...بس مش عارفة فين ولا عارفة اخرج اساساً....أنا كل اللي عارفاه إني انا جنبيه سكة قطار وحاجة زي مصنع او كده زي ما يكون مهجور محروق وجسر صغير يربط طريقين
قال بهاء بحماس: خليكي عندك يمكن عرفت..اوعي تتحركي اقفلي عليك يالعربية كويس..انا جي
قالت في رجاء: أرجوك ما تتأخرش..

..أقفلت أبواب السيارة وضوءها كي لا يلحظها احد ..ارجعت الكرسي الى الوراء قليلاً وأغمضت عينيها والمشهد الأخير الذي رأته لا يذهب من مخيلتها...لم تفكر في السبق الصحفي وقتها ولا في الشهرة ولا بأنها اذا استطاعت الدخول ستضع يدها على قضية العصر..كل ما كان يشغلها هو كيف يتم جلب الفتيات إلى مكان كهذا...وما السبب الذي يدفع بهن إلى الدخول...بدأت تعبث بهاتفها قليلاً وجدت رسالة لم تكن قد تنبهت اليها....لقد كانت من الدكتور كمال
( اخبارك ايه يا مي وحشتيني ما شفتكيش بقالي فترة ليه ياريت تجي اصل عاوزة اكلمك في حاجة مهمة..كمال)


سرحت مي قليلاً في الدكتور كمال....لقد لاحظت عليه في الفترة الأخيرة انه يتودد إليها ويحاول بشتى الطرق أن يراها ويسمع صوتها ويبعث إليها برسائل كثيرة...هل يا ترى يكون الدكتور كمال الحب الذي تنتظره؟؟هل هو الرجل الذي حلمت به؟؟؟ انه رجل وسيم وقور ولديه مركز مهم ومثقف وهي معجبة به منذ أن كانت تلميذة عنده ولكن الإعجاب لم يتخط حدود إعجاب تلميذة بأستاذها ..هل تطور الموضوع الآن في نظره؟؟ هل أصبحت بالنسبة إليه شيئاً اكبر واهم من تلميذة مجتهدة يحب طريقة تفكيرها وحياتها؟؟؟

ألف سؤال في تلك اللحظات قد طرأ إلى مخيلتها......وهي مغمضة العينين....فجأة صرخت بأعلى صوتها عندما لمحت الحارس وهو يمسك بعصا ويحاول كسر زجاج سيارتها ...عندها أدارت السيارة مسرعة ولكنها اكتشفت انها محاصرة بسيارته من الخلف ومن أمامها سد كبير ...بدأت بالصراخ عندما شعرت أن النجاة مستحيلة....لكن صوت صراخها ساد ه الصمت عندما وجدت الرجل يقع طريحاً على الأرض وبهاء ممسكاً بألة حادة

فتحت الباب ونزلت وهي في حالة رعب كبيرة..نظر إليها بهاء قائلاً
انتي بخير
 هزت اليه برأسها من غير ان تنطق بأي حرف
 تابع قائلاً: طب تقدري تسوقي ولا تركبي معايه
 قالت بتوتر: لأ لأ مش حسيب عربيتي هنا...حسوق أنا
 طب امشي وراية على مهلك
 قالت كطفلة مطيعة: اوكي
بقيت مي وراءه في سيارتها إلى ان وصلت الى الطريق العام وسط الزحام...اوقف سيارته عندها واقترب منها وجلس إلى جانبها محاولا أن يستفسر عن الموضوع
ممكن لو سمحتي يا مي تقوليلي ايه إللي حصل
وضعت يدها على جبينها بتعب وقالت : كنت في بحاول اتأكد من حاجة وصلتني في رسالة ورحت فعلاً وحارس المكان شافني ولحقني هربت منو اول مرة وبعدين لقيت نفسي تايهة
هز رأسه قائلاً: انا مش حضغط عليكي في انك تتكلمي اكتر وأنا حاسس انك تعبانة..حمد الله على سلامتك
نظرت مي أليه وبريق عينيها يملأه دموع خفية: أنا مش عارفة اقلك ايه انت انقذت حياتي مرتين ..أنت بجد رائع
ابتسم قائلاً: تصبحي على خير..(نزل من سيارته وغادر بسيارته بعيداً

شعرت بشيء في قلبها لم تلحظه من قبل...لقد رأت انساناً آخر غير بهاء الذي عرفته منذ فترة....هادئ ورزين وفي عيونه كلام كثير..لقد أنقذ حياتها مرتين وفعلاً لم يتأخر ولا دقيقة عن نجدتها ....ما هذا الشاب؟؟؟
عادت إلى منزلها لتجد الجميع في انتظارها
ركضت إليها والدتها في رعب: ايه ده يا مي انتي حتخوفيني عليكي كده ديما ؟؟ً
 ضمت مي والدتها قائلة: مافيش يا ماما شغل عطلني شوية
 طب مال وشك مخطوف كده ليه
 مافيش يا ماما اصلي تعبانة ونعسانة عاوزة انام
 
كانت سهى جالسة في رعب والعرق يتصبب منها وقالت: الحمد الله اهو اطمنا على مي يارب يطمنا على الثانية
نظرت مي الى اختها المتوترة وقالت: ليه هو مين الثانية إلي مستيننها ؟
قالت نهال بصوت مخنوق: إكرام
 ايه ده ؟؟ الساعة 2 الصبح ولسه ما رجعتش...اتصلوا بيها
 قالت سهى ببكاء: قافلة الموبيال
 قالت مي بغضب: ايه ده؟؟  مش عارفين هي فين؟؟ مع مين؟؟؟
 هزت سهى رأسها بالنفي
تابعت مي لهجتها الغاضبة نحو أختها: ايه ده معقولة مش عارفة بنتك فين يا سهى... معقولة ؟؟
مش عارفة ديماً تقولي صحاب مصريين اعرفهم من أمريكا وبيفسحوني في البلد
قالت نهال: فالتة البنت على حل شعرها وإحنا ولا هنا
قالت الأم: الحق عليكي يا سهى بنتك مش لازم تسبيها كده
 قالت سهى بغضب: هو انا قادرة عليها . إللي في دماغها بتعملو اساساً هي اللي شجعنتي انها تيجي هنا كانت راغبة في إنها تجي مصر بشكل فظيع مع إنني كل سنة لما كنت بجيب سيرة مصر او اننا حنجي مصر في الإجازة كانت تعارض وتقولي مش حجي معاكي...السنة دي هي الي أصرت وهي الي كانت تشجعني وملاحقاني على الموضوع....(قبل ان تكمل كلامها دخلت اكرام الى المنزل..اقتربت منها والدتها وامسكتها بيدها بعنف
كنتي فين يا بنت... انطقي ؟؟
انتزعت الفتاة يد أمها بإنزعاج قائلة: كنت مع صحابي
 استمرت سهى في لهجتها العنيفة مع ابنتها وصفعتها على وجهها: أنا عمري ما ضربتك بس الظاهر إني لازم اربيك ياكتر من كده
أسرعت إليها مي لتهدئة أختها ودخلت اكرام إلى غرفتها وهي تصرخ قائلة: أنا ماحدش لو دعوة بية أنا كبيرة وحرة واعمل إللي عاوزاه ...دي حريتي الشخصية
جلست سهى بالبكاء قائلة: الظاهر بجد إني معرفتش اربي ولادي
اقتربت منها نهال قائلة: انتي لازم تحاولي تربيهم كويس وبعيدا عن زفت أمريكا حاولي تفضلي هنا أكيد زوجك مش حيرفض طالما في مصلحة الأولاد خاصة أنهم بعاد عن ربنا كنير اوي لازم تقربيهم من الدين يا سهى
قالت مي: نهال معاها حق لازم يا سهى ما تضعيش ولادك من ايدك..وتحاولي
قالت سهى: ان شاء الله الصبح يطلع ولية شغل معاها تاني..ادخلو ارتاحو دلوقتي....انتو تعبانيني خاصة انتي يا مي

******************************
في مبنى الإذاعة كان محيي يحاول الاتصال بمي في مكتبه ولكنها لم ترد عليه...لاحظ صوت رنين الهاتف يقترب منه  كثيراً...وجد مي وراءه
 مي إخبارك ايه ؟ كنت بطمن عليكي اصلي لقيت اتصال منك امبارح بالليل
 آه وما ردتش علي
 أنا آسف بجد ..خير كان في حاجة
 لا لا ولا حاجة...كده كنت عاوزة اسألك نحضر ايه عشان النهاردة
وحضرتي ايه؟
 لسه ما حضرتش حاجة اديني ساعة كده واكون حضرت
 مي... انتي تعرفي مهندس ديكور كويس
ليه؟؟
 اصل أنت عارفة إني على وش جواز وعاوز اضبط بيتي ومستعجل
سرحت قليلاً وتذكرت فوراً بهاء: آه عندي أنت عارف الشاب إللي جيه معايا الجمعة اللي فاتت لما كنت جنب الإدارة مع سعاد  ؟؟
آه ... الأستاذ بهاء
 هو ده مهندس الديكور
 طب كويس كلمي وخليه يجي أتفاهم معاه
 اوكي زي ما تحب


************************************
جلست مي في مكتبها محاولة أن تجد موضوعاً لتتحدث به في برنامجها الإذاعي...أمسكت ورقة وقلم...ومن دون أن تشعر كتبت اسم (تامر)تذكرت موضوعه..تعلق والدته بهذا الشكل الفظيع به أمر يضع علامات استفهام حول الشخصية التي ستتكون لتامر بعد سنوات...من الواضح انه سيتحول إلى فتاة في المضمون وليس إلى رجل...وهو موضوع يجب البحث فيه ملياً .لأنه إذا لم يتم إنقاذه سيتجه نحو الشذوذ ....تذكرت في علم النفس عقدة اوديب(كتبتها تحت اسمه) التي تحدث عنها العالم النفسي فرويد وهي تعلق الولد بأمه بشكل رهيب...وهذا ما تفعله الأم بدون أن تشعر فمن حبها لولدها تحاول أن تهتم به بشكل زائد وأمام غياب حنان الأب  ووجوده في المنزل لا يبق للولد سوى أمه التي تصبح كل حياته و يتغذي الطفل بالشعور الأنثوي و ليس الشعور الذكوري ...و بالعكس هو بيكون محتاج لابوه عشان احنا كلنا بنكون ف مرحلة من حياتنا محتاجين نحس بالحب و القبول من أشخاص من نفس جنسنا و هادي اللي يطلقو عليها الدكاترة المثلية النفسية و اللي هي مرحلة طبيعية ممكن يمر منها أي شخص ف طفولتو ...

 ايه ده عقدة اوديب و فرود و تامر؟؟انتي عاوزة تنفسيني في المهنة؟؟
 وجدت أمامها الدكتور كمال ...قالت مرتكبة: دكتور كمال...انا آسفة ماخدتش بالي
قال معاتباً: مع اني خبطت مرتين على الباب ؟
انا آسفة ..اتفضل اتفضل ايه الزيارة السعيدة دي
اصل جية مخصوص عشان اشوفك واطمن عليكي...ما تسأليش قلنا اسأل
ابتسمت قائلة: تحب تشرب ايه؟؟
ولا حاجة
 ما يصحش
طب ايه رأيك اعزمك على الغداء ؟؟
قالت محاولة التهرب: كنت أتمنى بس عندي شغل...يعني لسه كام ساعة واطلع على الهواء
أخبار الموضوع إللي كنتي بتابعي ايه ؟؟؟
كانت ستتحدث إليه عن موضوع الفيلا التي رأيتها ولكنها تجاهلت قائلة: لأ ما فيش عادي
كأنه تفاجأ و ضحك قائلاً: يعني ما فيش زباين جداد
نظرت إليه بإستغراب شديد : يارب ما يكنش في زباين خالص وما نحتجش نعالج حد
تدارك الموضوع قائلاً: لأ بهزر مش اكتر...طب عن إذنك لازم اروح
وقفت وقالت بخجل: أنا مشغولة صحيح بس ما يمنعش اننا نتكلم شوية
لا لا اجي مرة تانية لما يحصل حاجة جديدة كلميني


***********************************************
دخل محي غرفة مي يحمل في يده ظرف
 مي رسالة ليكي
 مين جبها؟
 لأ دي في صندوق البوسطة دلوقتي خدت بالي منها
 أخذتها شاكرة: مرسي
 ؟؟؟ قبل أن يغادر قال: حصل ايه في حكاية مهندس الديكور
 فكرتيني صحيح...خلاص النهاردة حخليه يشوفك
امسكت الظرف وفتحته
مي...أنا اللي بعتلك الرسالة المرة اللي فاتت...يا ربت ما تكونيش نستيني...انا المظلومة في الحياة ...بكتبلك الرسالة دي عشان اقولك اللي حصلي..مش عارفة إذا كان انتقام من ربنا ولا هو نصيبي من الدنيا كده..أنا اتحرقت يا مي...كنت في المطبخ بعمل حاجة ليا وولع البوتاجز فيه واحترقت ...كل جسمي أتحرق..ما فيش غير اذية اللي بكتبلك بيهم دلوقتي...أنا عارفة ان ربنا عاقبني علي عملتو..لأني غلطت وهزت عرش الرحمن بفعلتي...انا أتشوهت بقيت إنسانة مشوهة ...يمكن ربنا عذبني ف الدنيا عشا ن عذاب الآخرة ما يكنش شديد وانا لسا تائبة و مستمرة في الصلاة و العبادة وبدعي ليل و نهار و متقبلة أي حاجة من ربنا...طالما حيغفرلي ولو شويه من اللي عملتو في حق نفسي وديني...مي أنا عاوزاكي تنقذي بنات زيي في الشلة اللي قلتلك عليها..أنا متأكدة انك تقدري...في ناس هي اللي بتدير الموضوع ده مش بس الراجل اللي قلتلك عليه صاحب البوتيك ..على فكرة اسمه عصام...بس أنا كنت بلاحظ ان في ناس هي إللي بتحركه و أيديها طايلة أوي...حاولي تنقذي البنات دول وتوصلي للرأس الكبيرة...مش عاوزة حد يحصلو زيي...وانتظري مني رسالة ثانية قريب

 وضعت مي يدها على رأسها وقد أصابها الصداع ونزلت الدموع من عينيها...تألمت من أجل هذه الفتاة وشعرت بالمسؤولية الشديدة اتجاه الموضوع وانه يجب ان لا تخاف ويجب أن تتصرف وبسرعة ....لاكنها ف نفس الوقت مترددة من هاد الخطوة مش عارف ليه ..دي أول مرة يحصل معها هيك
شوي سمعت مي بيقول ليها من وراء الزجاج إن البث رح يبدئ مرة ثانية بعد دقيقتين



يتمم

سأشكر هده المرة صديقي العزيز فارس الذي عمل للقصة هدا البوستر ..فهو من تصميمه و ابداعه 
شكرا لك جزيلا يا فارس 

4 مشاركات و تعليقات القُراء:

غير معرف يقول...

فصول قصة المدونة من أكثر المواضيع زيارة ...فهناك من يقرأها لانها نالت اعجابه و هناك من يقرأها بدافع الفضول و حب الاستطلاع و المعرفة و هناك من يقرأها لانه تعاطف كثيرا مع مي و اراد ان يعرف ماذا سيحصل لها و هل سينتصر الخير أو الشر في نهاية القصة أتمنى ان تنال اعجابكم نهاية القصة ...لاني قمت بتغيرها...و قمت بتحديد مصير بنت أخت مي المتهورة ربنا يهديها يارب

Ziad :)

غير معرف يقول...

انا فعلا عجبتنى القصه وحبيت لكملها عشان اعرف اكتر عن الموضوع ده خاصه انى ليه قصه مش قصيره معاه
ربنا يعافينا جميعا
والف شكر على المجهود الرائع

غير معرف يقول...

أهلا و سهلا بك أخي ....
شكرا على مروك العطر

Ziad
:)

غير معرف يقول...

عفواً يا أخي العزيز زياد
ربي يوفقك ويحميك من كل سوء
وشكراً على القصة الرائعة
استمر يا بطل !