الأحد، مارس 13، 2011

العلاقة بين المثلية والطب النفسي



المؤسسين الأوائل: وقف نمو أم علاقات مرضية

في البداية تجدر الإشارة إلى رؤية المؤسسين الأوائل للطب النفسي مثل فرويد  ويونج وأدلر للجنسية المثلية 
فهم يرون أنها نوع من التوقف في التطور الجنسي للإنسان. كان فرويد يؤمن أن الطبيعة الجنسية للإنسان هي في  الأساس ثنائية الميل.. أما الأفراد فيصبحون غيريين أو مثليين من خلال خبراتهم في العلاقة مع الوالدين والآخرين (فرويد 1905 
في هذا الصدد يجب التأكيد على أن هناك فرق بين مفهوم المرض الذي يفترض أن الإنسان يكون سليماً ثم يصاب بالمرض ومفهوم الاضطراب التطوري والذي هو توقف وفشل في الوصول إلى التطور الجنسي الذي كان من المفترض أن يتم الوصول إليه. يعتبر فرويد أن الجنسية المثلية هي مرحلة من مراحل التطور الجنسي للإنسان، يعبرها البعض إلى الجنسية الغيرية بينما يتوقف البعض عندها ويصبحون مثليين. لكن فرويد لم يكن يعتبر الجنسية 
المثلية مشكلة كبيرة أو مرض ينبغي علاجه


في خطاب وجهه فرويد سنة 1935 لأم أمريكية لشاب مثلي، كتب فرويد التالي 

"بالطبع المثلية ((اللوطية، السُحاقية)) ليست ميزة، ولكنها أمر لا ينبغي الخجل منه، ولا هو رذيلة أو أمر يقلل من شأن الإنسان. لا يمكن أن نعتبر الجنسية المثلية مرض، ولكننا نعتبرها شكلاً من أشكال النشاط الجنسي يحدث بسبب توقف في النمو الجنسي. الكثير من الأشخاص المحترمين في العالم القديم والحديث على حد سواء كانوا من المثليين مثل أفلاطون ومايكل أنجلو وليوناردو دافنشي وغيرهم. إنه من الظلم الكبير أن نضطهد المثلية فاضطهاد 
 . المثليين جريمة وقساوة شديدة أيضاً


أما التحليليون الذين تبعوا فرويد فكانت لهم آراء متباينة حول سبب المثلية. فعلى سبيل المثال رفض ساندور رادو (1940، 1949) فكرة فرويد أن الإنسان يولد ذو طبيعة مزدوجة وقال أن الجنسية الغيرية طبيعية، أما المثلية فهي محاولة للحصول على اللذة الجنسية عندما تكون العلاقة الغيرية الطبيعية صعبة ومهددة للمراهق. غيره من التحليليين رأوا أن الجنسية المثلية تنتج من علاقات مرضية داخل الأسرة خلال المرحلة الأوديبية من النمو الجنسي 4-5 سنوات



السؤال هنا هو: هل تغير المشهد العلمي كثيراً منذ ذلك الوقت؟ هل ظهرت أبحاث قاطعة تثبت أن الجنسية المثلية مرض، أو توقف في النمو الجنسي؟ وهل خرجت أبحاث قاطعة تؤكد أن المثلية هي مجرد اختلاف وراثي؟ 

الحقيقة هي أن العلم لم يقل كلمته بعد ولم يثبت أي من هذه الأشياء بالدليل القاطع لأن المشكلة هي أن السياسة قطعت الطريق على الحوار العلمي حيث أصبح يوصف بالرجعية والتخلف ومعاداة المثليين كل من يقوم بأي بحث في هذا المجال، اللهم إلا الأبحاث الوراثية التي تحاول أن تثبت أن الإنسان يولد مثلياً تماماً وأن المثلية ليست سوى اختلافاً وراثياً مثل لون العينين أو الشعر أو الميل لاستخدام اليد اليسرى بدلآً من اليمنى 







المثلييون والطب النفسي

إن العلاقة بين الجنسية المثلية والطب النفسي هي علاقة معقدة للغاية، وقد أصبحت أكثر تعقيدًا في الأعوام الأخيرة بسبب الأبعاد السياسية والاجتماعية للأمر

إن الغالبية العظمى ممن لديهم سلوكيات مثلية لا يستشيرون الأطباء النفسيين

ولا يتقدمون بأي شكوى من أي أعراض نفسية!!لذلك أصبح من الضروري تقسيم الأفراد الذين يستشيرون الأخصائيين النفسيين إلى ثلاثة مجموعات

 الذين لديهم صعوبة في تقبل ذاتهم لتوجهها المثلي  -

 الذين لديهم ممارسات مثلية وأيضا مشاكل نفسية -

 الذين لديهم ممارسات مثلية بالإضافة إلى مشاكل مختلفة نتيجة إصابتهم بالإيدز -

إن الذين لديهم صعوبة في تقبل توجههم المثلي، وكيف يؤثر ذلك على رؤيتهم لأنفسهم،  عادة ما يلجأون للعلاج     بسبب شعور بالذنب غير قابل للتخلص منه و عادة  ما يرتبط ذلك بالخلفية الدينية والثقافية والاجتماعية والآراء    الشخصية  في طبيعة العلاقات...أو لفشل العلاقات المثلية لأسباب متنوعة عادة ما تكون هشة ، و معبأة بالغيرة الشديدة و بمشاعر الفقد و الهجر التي عادة تصحب فشل تلك العلاقات


رغم أن نسبة المثليين تتراوج ما بين 1 % إلى  2 % التعداد الكلى لسكان العالم إلا أنه ما زال ذالك يشير ‘لى 
عدد كبير من الناس و بالتالي ليس من الغريب أن نجد بينهم من قد يعانون من مشاكل نفسية  فقد وجد أن
. الرجال المثليون هم أقل سعادة من نظرائهم الغيريين ..وينبر و و يليامز 1972 +
 . أن المثليون أكثر غصابة بالأعراض النفس جسمية +
. أكثر وحدة و إكتئابا و تفكريا في الإنتحار +
. أقل تقديرا للذات من الغيريين ...بيل وينبرج 1978 +
. و بالتالي تعرضهم أكثر للإصابة بمشاكل نفسية عن غيرهم    




د . أوسم وصفي 
شفاء الحب

الجمعة، مارس 11، 2011

ما هو التوجه الجنسي ؟




 ما هو التوجه الجنسي ؟ 
احتدم الجدل بين خبراء الجنسانية الإنسانية حول مفهوم التوجه الجنسي والجدل القائم هو في الأساس بين فريقين كبيرين: فريق الجوهريين الذين يرون أن التوجه الجنسي أمر جوهري ككون الإنسان إنساناً، وكما لا يستطيع الإنسان أن يكون أي شيء آخر غير إنسان، لا يمكن تغيير التوجه الجنسي. الفريق الآخر هو فريق التركيبيين الذين يرون أن كلمة "التوجه الجنسي" هي تركيبة لغوية لوصف حالة ليست جوهرية ولكنها متحركة وديناميكية.
ربما يكون من الدقة في هذا الصدد أن نفرق بين من يصفون توجههم الجنسي أنه مثلي ومن يتعبرون الجنسية المثلية هويتهم ويعرِّفون أنفسهم اجتماعياً وثقافياً وربما سياسياً أيضاً أنهم مثليون ويستخدمون لفظ "جاي
وربما يكون من الأكثر دقة أن نفرق بين ثلاث فئات من البشر فيما يتعلق بالميل الجنسي

 1 + من لديهم انجذاب مثلي
وهم من اختبروا من قبل انجذاباً نحو نفس الجنس وربما يختبرون ذلك بشكل متفرق ومن الممكن أن يوجد لديهم بعض الإنجذابات للجنس الآخر. (وجد لومان في دراسته أن 6.2% من الرجال و 4.4 % من النساء أبلغوا عن اختبارهم انجذاباً مثلياً ولو مرة واحدة في حياتهم) 

2 + من لديهم توجه مثلي 
وهم الذين إنجذابهم المثلي متكرر وثابت ومستمر (وهؤلاء من يمكن أن نسميهم أصحاب التوجه المثلي) ونسبتهم في دراسة لومان 2% من الرجال و0.9 % من النساء. (لاحظ الانخفاض الشديد للنسبة من الإنجذاب للتوجه)

3  
 من يعتبرون أنفسهم مثليو الهوية ويعتبرون أنفسهم "مثليين Gay ووجد لومان أن نسبتهم بين الرجال 2.8% وبين النساء 1.4% (وهذا فرق طفيف بين نسبة أصحاب التوجه إلى أصحاب الهوية، وأظن أن الفرق في الشرق سوف يكون أكبر. في الغرب، أغلب من لديهم توجه مثلي ثابت يتبنون الهوية المثلية، بينما أزعم من خلال خبرتي الإكلينيكة بين العرب، أن كثيراً من ذوي التوجه المثلي الثابت لا يقبلون أن يتبنوا الهوية المثلية) 

تاريخ التشخيص الطبنفسي 

في النسخة الأولى من الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية االذي صدر سنة 1952 كان التوجه المثلي يعتبر في حد ذاته اضطراباً وكان يعتبر دليل على اضطراب الشخصية سواء كان من لديه هذا التوجه يشعر بالقلق والصراع أو لا يشعر. ثم في الستينات بدأت الجنسية المثلية في المجتمع تتحرك بعيداً عن كونها اضطراباً نفسياً، وهذا انعكس على الدليل التشخيصي فعندما ظهرت النسبة الثانية سنة 1968 اعتُبِرَت الجنسية المثلية اضطراباً منفصلاً وليس أحد الاضطرابات (أو الانحرافات) الجنسية وصُنِّف تحت طائفة "العُصاب" وهي طائفة تتميز بالقلق. ووصفت الحالة بأنها: "حالة الأشخاص الذين توجههم الجنسي أساساً نحو نفس الجنس وأنهم يشعرون بالقلق والصراع وأنهم يودّون تغيير هذا التوجه
وبالتالي من ميولهم الجنسية مثلية ولا يشعرون بالقلق أو الصراع لا يصنفون تماماً تحت أي فئة من فئات الدليل التشخيصي

وفي سنة 1973 صوّتت الجمعية الأمريكية للطب النفسي لإزالة الجنسية المثلية كاضطراب من الدليل الأمريكي لتشخيص وإحصاء الأمراض النفسية ولم يكن هذا تحرك كبير عن الحال في 1968. ثم في النسخة الثالثة التي صدرت سنة 1980 تم إزالة مصطلح "اضطراب في التوجه الجنسي" ووضع تعبير "الجنسية المثلية غير المتوافقة مع الذات" وتشير إلى المثليين غير المتصالحين مع ميولهم المثلية
و في النسخة الثالثة الُمراجَعة التي صدرت سنة 1987 أزيل أي ذكر للجنسية المثلية من الدليل تماماً. وفي النسخة الرابعة التي صدرت سنة 1994 حدث تغيير طفيف في الكلام عن علاج التوجه الجنسي وأخيراً في النسخة المراجعة التي صدرت سنة 2000 تم وضع فئة بعنوان "اضطراب جنسي غير محدد " وهو يشير إلى الأشخاص الذي يعانون من ضغط نفسي شديد ومستمر بسبب توجههم الجنسي. 

نلاحظ التغيير من 1952 إلى 2000 ففي الخمسينات كان من لديه توجهاً مثلياً يعاني من اضطراب حتى ولو كان متوافقاً مع توجهه المثلي وسعيد به. والآن أصبح من يصارع مع توجهه المثلي هو المضطرب. وهذا يعكس التغيير الذي طرأ على المجتمع الغربي فيقول جريجوري هرتد : "أن الجنس عندما انفصل عن الأسرة وعن الإنجاب وعن الأبوة والأمومة، أصبح المناخ الاجتماعي والثقافي مهيئاً لنمو ما يسمى بالهوية المثلية وقبول 

المجتمع لها. " وهذا ما يمكن أن نطلق عليه اختصاراً ـــ الثورة الجنسية




"تغيير" التوجّه الجنسي 
كما رأينا أصبح المشهد العلمي تدريجياً مضاداً تماماً لفكر تغيير التوجه الجنسي حتى ولو كان هذا هو طلب العميل أو هدفه الأساسي وذلك لاعتبار الغالبية العظمى من المعالجين (في الغرب وعدد متزايد الآن في الشرق) أن رغبة العميل في تغيير توجهه الجنسي ليست رغبة أصيلة فيه وإنما هي اختزانه لرفض المجتمع لتوجهه المثلي مما أدى إلى رفضه هو لتوجهه الجنسي و ربما لنفسه بصورة عامة. وبالتالي فإنه على المعالج (في رأيهم) أن يحرره من هذا الرفض ويساعده على قبول توجهه الجنسي المثلي. هذا الاتجاه بين المعالجين بالطبع نابع من إيمانهم بأن التوجه الجنسي أمر جوهري (مثل لون البشرة) وبالتالي فإنه إذا جاء عميل لمعالج يشكو من لون بشرته بالطبع 

فإن دور المعالج هو أن يساعده أن يقبل لون بشرته لا أن يغيره





الموقف الديني
بالنسبة للعلاقة بين الرغبة في تغيير التوجه المثلي من المثلية إلى الغيرية والقناعة الدينية فهي علاقة معقدة. وهي في رأيي تتأثر بالموقف الديني للعميل. هل هو موقف سطحي أم عميق؟ هل موقفه الديني مجرد رغبة في إرضاء إله قوي باطش يكره المثلية والمثليين ويعاقبهم بأن يضعهم في النار إلى الأبد؟ في هذه الحالة فإن رغبته في تغيير الهوية هي بالفعل ملوثة إلى حد كبير باختزانه لرفض المجتمع ، وبالذات المجتمع الديني. أما إذا كان موقفه الديني هو جزء من رؤيته للعالم باعتبار أن هذا العالم مخلوق وأن هناك خالق محب مشيئته هي خير الخليقة ، وأن أسلوب الحياة المثلي ليس هو الأسلوب الأمثل للحياة في وجهة نظر هذا الخالق، في هذه الحالة سوف يكون منفتحاً ذهنياً لأن يعرف ما إذا كان هذا الأسلوب للحياة بالفعل مفيداً أم مضراً، وإذا أقتنع (متأثراً بالطبع برؤيته الدينية) أنه ليس أسلوباً مفيداً، عندئذ ستكون دافعيته للتغيير دافعية حقيقية نابعة من هويته 

وتوجهه الفكري والروحي


ربما يحتج أحدهم قائلاً أن تفسيره ليس بالضرورة موضوعياً فهو كما قلت لتوك متأثر بوجهة نظره الدينية وإجابتي على ذلك هي: "نعم.. بالطبع" والحقيقة أنه لا توجد "موضوعية" مطلقة فرؤية الإنسان للحياة دائماً تكون متأثرة باستقباله الذاتي للأشياء، فالجوهريون مثلهم مثل التركيبيون تتأثر قراءتهم للحقائق المجردة (كالنتائج الرقمية للأبحاث) بتوجههم الفكري، أو إذا شئت، الديني. والمثال على ذلك واضح تمام الوضوح. هناك أكثر من 500 بحث نفسي يدلل على أن كل أشكال المرض النفسي أعلى بنسب دالة إحصائياً بين المثليين بالمقارنة بالغيريين. وأن نسبة انتشار فيروس نقص المناعة بين المثليين تفوق الغيريين بنسب كبيرة وهي الفئة الوحيدة في الغرب التي يتزايد بينها معدل انتشار الفيروس بالمقارنة بالفئات الأخرى الأكثر عرضة. 
هذه حقائق مجردة لا يمكن إنكارها لكن "تفسيرها" يتحكم فيه التوجه الفكري ورؤية العالم لمن يقوم بالتفسير. فالجوهريون، الذين غالباً ما يتبنون رؤية علمانية للعالم، لا مكان فيها لما هو روحي أو فائق للطبيعة، يفسرون هذه الأرقام أنها ناتجة لاضطهاد المجتمع للمثليين، ومتى حدث القبول التام للمثليين سوف تتغير هذه الأرقام. هذا التفسير بالطبع ناتج من كونهم جوهريون. أي يؤمنون أن التوجه الجنسي لا يمكن تغييره، فما يجب أن يتغير في وجهة نظرهم هو المجتمع وذلك حتى تتغير هذه الأرقام وتصبح الحياة المثلية أقل خطورة. هذا الموقف مثلاً يشبه حركة الدفاع عن حقوق السود مثلاً. فحيث أنه لا يمكن تغيير لون جلدهم فعلى المجتمع أن يتغير ليقبلهم، وهذا ما حدث ويحدث لأن الموقف الجوهري هنا صحيح لا يمكن لأحد أن يعارضه


أما التركيبيون، الذين غالباً ما يتبنون رؤية للعالم تفسح مكاناً لفكرة العالم الروحي والإله الخالق( الذي يفهم خليقته) و المحب المتدخل (المُغَيِّر) فيفسرون هذه الأرقام أنها ناتجة ليس فقط من رفض المجتمع وإنما أيضاً من طبيعة الحياة المثلية نفسها. وبالتالي يحترمون رغبة من يريد تغيير التوجه المثلي، بينما لا يحترمها من يتبنون 
الفكري الجوهري
 الموقف الحقوقي
الموقف الحقوقي السليم هو احترام رغبة وحرية الإنسان مهما اختلف أو اتفق معه إنسان آخر. للأسف عبر قرون عديدة لم يسمح المتدينون للمثليين بأي حقوق حتى حق الوجود أحياناً. هذا الموقف خلق حالة من "رد الفعل" جعلت كل من يؤمن بحقوق الإنسان وبالتعايش السلمي بين البشر المختلفين يتبنى أي وجهة نظر من شأنها إعطاء المثليين حقوقهم دون الالتفات كثيراً إلى الخلفية العلمية. ومع زاد الأمر حدّة للدرجة التي بدأ الكثيرون فيها يمارسون "اضطهاداً عكسياً" للمثليين غير الراغبين في مواصلة الحياة المثلية والمؤمنين بفكرة أن تغيير التوجه الجنسي ممكن وكذا اضطهاد والهجوم على المعالجين الذين يؤمنون بالفكر التركيبي واتهامهم بالاستغلال والتربح إن لم يكن بالهوموفوبيا وكراهية المثليين والمعاداة لحقوق الإنسان وهي التهم التي توازي، في هذا المعسكر، تُهَم الفسق والفجور ومعاداة الطبيعة الإنسانية التي يَتَّهِم بها المعسكر الآخر من المتدينين المثليين "الشواذ" وكل من يقبلهم ويحترمهم أو حتى يتكلم عنهم ويمنحهم حق "الوجود". ولله الحمد حصلت على نصيب وافر من كلا النوعين من التُهم ، وإلى اللقاء في مقالة قادمة


الأحد، مارس 06، 2011

الوضع الآن لحركة الدفاع عن الحياة المثلية + المثلية في الحيوانات



الوضع الآن لحركة الدفاع عن الحياة المثلية

 في محاولاتها لإثبات أنّ الجنسية المثلية أمراً طبيعياً، لجأت حركة مناصرة المثلية للعلم لإثبات ثلاث فرضيات أساسية

  1.  المثلية متغير وراثي   
  2.  الميول المثلية لا يمكن تغييرها
  3.  بما أنَ الحيوانات يمارسون المثلية فهي إذاً طبيعية
(3) عندما لم يستطيعوا إثبات (1و2) يركزون الآن على


ملاحظات على المثلية في الحيوانات







ملاحظة 1
§ هناك فرضية أنّ سلوك الحيوانات محدد بالغريزة كبرنامج طبيعي لا يحدث فيه خلل وهذا خاطئ
 أحياناً يحدث خلل وتعارض بين غريزة الأمومة وغريزة الصيد لدى بعض القطط فتأكل صغارها§
 هل من الممكن أن نفترض أنّ آكل لحوم البشر طبيعي لأنّ الحيوانات قد تأكل صغارها أحباناً؟§

At , cats that kill kittens, Sarah Hartwell 
http//www.messybeast.com/kill_kit.htm
      (our emphasis)

ملاحظة 2
 §الحيوانات لا يستطيعون (مثل البشر) التعبير عن مشاعرهم فمن الممكن أن يخلطوا بين غريزة الجنس وغريزة العنف والسيطرة (أحياناً يفعل الإنسان هذا فيستخدم الجنس كوسيلة للتعبير عن العنف والسيطرة) فليس بالضرورة السلوك الجنسي المثلي جنساً أو رغبة أو لذّة. من الممكن أن يكون عنف أو سيطرة.
 نحن لا نستطيع أن نعرف ما يشعر به الحيوانات، لذلك فنحن نسقط عليهم ما نريد أن نسقطه.§


ملاحظة3
 §ما تمّ ملاحظته هو فقط بعض السلوكيات المثلية لدى الحيوانات. ولكن لم يتم متابعة هذه الحيوانات لنرى إن كانت لا تمارس الجنس الغيري 
 د.أنطونيو برادو أستاذ أخلاقيات الحيوان بجامعة نافاز في إسبانيا.§
"إذا تكلمنا بشكل سليم، فإننا لا يمكن أن نقول أنّ المثلية موجودة في الحيوانات فلأجل البقاء، تظل الغريزةالجنسية لدى الحيوانات متجهة نحو الجنس الآخر، لذلك لا يمكن أن يكون الحيوان مثلياً بطبيعته. ولكن هناك سبب تفاعل من غريزة أخرى وهي غريزة السيدة والسيطرة. يمكن أن نرى بعض السلوكيات التي تبدو مثلية، هذه السلوكيات لا يمكن أن نطلق عليها مثلية حيوانية، فكل ما تعنيه هذه السلوكيات هو أنّ السلوك الجنسي لدى الحيوانات يشمل جوانب أخرى فيما وراء التكاثر"

معلومات عن قصة مي و أسرار المثلية





مُقدمة .
"مي و أسرار المثلية" هي قصة عربية إلكترونية تحتوى على 14 فصل ,  نُشرت سابقا في العديد من المنتديات العربية  و نُشرت نسخة جديدة  لها في مُدونة عن المثلية نتحدث المتخصصة في التوعية حول  ظاهرة المثلية المثلية  في شهر فبراير 2011  . لحد الآن لا أعرف هل هي قصة خيالة أم واقعية ؟ لكن أظن أن القصة خيالية و بعض أحداثها مستوحاة من الواقع المُعاش . هذا مُجرد رأيي الشخصي لكني لست متأكد منه .
 
النُسخة الجديدة للقصة .
للأمانة لست مؤلف القصة الأصلي .أنا كتبت فقط نسخة جديدة  بعنوان مختلف أكثر جرأة , و أحداث جديدة أكثر تشويق و غنية بمعلومات صحيحة , و شخصيات أكثر واقعية و عفوية و  نهاية مختلفة  جميلة  تجد فيها شعاع من التفاؤل و الأمل . غيرت أيضا في لهجتها فلقد أصبحت لهجة بيضاء و مختلفة و تجمع بين المصرية و السورية و المغاربية . و أهم شيء ستجده في نهاية القصة هو النهاية الطبيعة لكل علاقة سوية و هي الزواج على عكس نهاية العلاقة المثلية التي تكون نهايتها الفشل .

لَمحة عامة عن القصة و عن شخصياتها 
تتطرق القصة عن قضية المثلية الجنسية في المُجتمع المصري و تتطرق أيضا عن معاناة هده الفئة المنبوذة من المجتمع و التي دائما تعاني من الرفض و الإظطهاد من الآخرين بسبب ميولهم المثلية . القصة  ليست ضد الأشخاص الذي لديهم ميولات شاذة مثلية لكنها ضد المثلية الجنسية كظاهرة خطيرة و كإنحراف سلوكي يُعاني منه ملايين الناس في مختلف بقاع العالم , و تدعو القصة  لمُساعد هؤلاء الناس و عدم رفضهم فإظطهادهم  لا يجوز, لأنه ينبذهم من المجتمع و يزيد من إنعزالهم في عالمهم الخاص و قد يدفع ببعضهم إلي الإنتحار .

الشخصيات مختلفة جدا ف " مي" هي الصحافية و المذيعة المتميزة و التي تُحب عملها و التي تأثرت جدا بخبر إنتحار فتاة مثلية سبق و إتصلت ببرنامجها الليلي في الإذاعة ..إنتحرت بعد أن تم أنهي المخرج إتصال الفتاة عن قصد  و أيضا بسبب التعليقات العنيفة التي قام بها كل المُتصلين بالبرنامج في حق الفتاة التي حكت عن مشكلتها في البرنامج الإذاعي  .و منذ تلك الحادثة قررت مي أن تعمل تحقيقات عن المثلية و أن تساعد هده الفئة من الأشخاص لكن للأسف في مجتمع عربي مُحافظ واجهت إنتقادات عديدة جدا و إتهمها البعض أن تروج  للمثلية ,  لكنها إستمرت في عملها لأنها تؤمن بما تفعله و تعلم جيدا أن عملها نبيل  و سيساعد كثيرون .

أغلب  الأشخاص يظنون أن المثلية شيء لا يعنيهم و بعيد عنهم و يقولون أن أولادهم لهم أخلاق جيدة..لذالك فبالتأكيد ليسوا مثليين  و هدا بالتأكيد خطأ و هو نفس الكلام الذي كانت تقوله "مي" .لكنها إكتشفت أن المثليين قد يكونون من أقرب الناس إلينا و مع ذالك يكتمون هدا الأمر بسبب الخوف من الرفض و الفضيحة , و هذا يظهر في القصة  من خلال  بعض الشخصيات التي تعيش بأقنعة متعددة تُخفي حقيقتها .
  
مي هي الشخصية الرئيسة في القصة و هناك شخصيات أخرى مثل" نادر" الشخص الذي كان من المفروض أن يعمل ضد مي لكنه وقع في حُبها.. "إكرام" بنت ضحية الصراع بين الشرق بتقافته و بأخلاقه المحافظة و الغرب بتحرره المطلق .

هناك شخصيات أخرى  .شخصيات حقودة و شريرة ...و شخصيات تعاني من المثلية و شخصيات أصبح الموت هو ما تحلم به ....و شخصيات استغلالية  لا يهمها سوى كسب المال بغض النظر عن الوسيلة .و شخصيات مثلية  خائفة تعيش بشخصيتن و بقناعين.. أمام المجتمع تكون قديسا و في وحدتها تصبح إبليسا ..هناك شخصيات تائهة لم تعد تفرق بين الحب و الجنس ؟ شخصيات لا تعرف هل المثلية أسلوب حياة صحيح أم شاذ ؟شخصيات عانت من ميولها ,  إظطهاد و عنف المجتمع , الإغتصاب , التحرش , السخرية , من الوصم بالعار . شخصيات وجدت في المثلية أملها الوحيد في هده الحياة القاسية التي تبدو أنها سيئة شخصيات أصبحت ترى أن المثلية هي الحل .


بعض رسائل القصة .
هناك أحداث أحب أن أؤكد عليها مثل ما حصل مع نهال فهي ليست فتاة مثلية ..بل لها مشكلة مع أنوثتها و تظن أن الأنوثة هي  مرادف للضعف  و أن الرجل هو من يستغل هدا الضعف و هو من يجرح المرأة  ..مثل ما يحدث مع أمها التي عانت من عنف و قسوة زوجها , و مثل ما حدث أيضا  مع أختها  الكبرى سُهي التي تزوجت برجل أكبر منها في أمريكا  .ظنت نهال أن ما تفعله سيحميها من الذكور و الرجال ..لذالك رفضت فكرة الزواج .فقط لتحمي نفسها من الرجل .

إكرام : لم تكن مثلية لكنها تعرضت للتحرش مرات عديدة عندما ذهبت للفيلا  وهدا انتقام الريس رأفت من مي التي قدمت استقالتها و لم تقبل أن تتوقف في الكتابة عن المثلية ...إكرام لم تكن فتاة مثلية بل كان تملك صديق في أمريكا لكن ما حدث في الفيلا جعلها كذالك و هدا يؤكد أن الميول الجنسية ليس شيء فطري بل قد يكتسبها أي شخص لظروف معينة قد يتعرض لها .

"تــامر" : أخ "إكرام"  المُراهق الذي فشل في التقرب من أبيه لكنه نجح في التقرب من حضن أمه الحنون و الدافئ ..."سمر" صديقة "نهال" . "عصام " المنافق و الوصولي و الذي لا يهمه سوى جمع المال و العلاقات الجنسية سواء بفتاة جميلة أو برجل مثير .
  
فكرة عن القُراء و عن نشر القصة .
زار المدونة في شهر فبراير حوالي 8614 زائر من مختلف دول العالم و من خلال مراقبتي للزوار و للتعليقات و الرسائل التي تصلني من المتابعين  أجد أن الدول الأكثر قراءة للقصة هي السعودية , مصر , المغرب و الجزائر . و قرأها العديد من المثليين و الغيريين .
كنت سأنشر القصة في شهر فبراير .يعني 28 يوم لكن بسبب المُتابعة العالية التي حظيت بها القصة  نشرت في 16 يوم .

شكر واجب .
أحب أن أستغل هده الفرصة لأشكر كل شخص قرأ القصة و شارك بتعليق أو بعث لي برسالة يقول لي فيها عن ملاحظة أو تشجيع أو نقد ...شكرا لكم جميعا .