الجمعة، أغسطس 19، 2011

مرحلة ما قبل المثلية



إن المرحلة التي تسبق الجنسية المثلية هي حالة اضطراب الهُوية الجنسية التي يمكن أن يسببها الكثير من الأسباب والتي طالما عددناها في مقالات سابقة عن جذور الجنسية المثلية ونذكر منها تعرض الأطفال أو من هم في مرحلة بداية المراهقة إلى ضغط الأقران الأكبر سناً لرؤية أعضائهم الجنسية وملامستها، وكذلك ملاحقتهم واطلاق ألفاظ بذيئة عليهم بأنهم شاذون ويشابهون البنات وضعفاء، وهذا بالإضافة لميل هؤلاء المراهقين الصغار للتعبير عن مشاعرهم بصورة أكبر وبشكل حساس كالبكاء والخوف وهم يميلون للتعبير الفني كالرسم والأشغال الفنية ذات الإحساس العالي بعيداً عن عنف الأولاد وهمجيتهم
وكذلك اكتشاف ممارسة العادة السرية المبكرة وادمان ممارستها، اضافة للنرجسية (الإفتتان بجسده وبذاته لإشباع رغبته واحتياجات الهوية الجنسية الغير مشبعة لديه). وبالتأكيد تعرضهم للإعتداء الجنسي من قبل أحد (الأقارب أو أشخاص مجهولين)، وكذلك تعرضهم لمشاهدة مناظر اباحية أو اعتداءات أخرى

إن كل الأسباب السابقة تجعل هؤلاء الأطفال والمراهقون يواجهون قدراً كبيراً من الإرتباك والخوف، فيجدون أنفسهم يتعاملون مع أمر لايفهمونه. ومع غياب الأهل الأصحاء وتوعيتهم ومساندتهم وارشادهم يجد المراهق نفسه قد بدأ بالإغتراب عن من حوله (عائلته، أصدقاءه، الآخرين)

لقد جاء في كتاب للدكتور نيكولوسي :

هناك علامات محدَّدة لمرحلة ماقبل الجنسية المثلية يسهل التعرف عليها وتبدأ هذه العلامات مبكراً في حياة الطفل. معظم هذه العلامات تندرج تحت طائفة "السلوكيات المميزة للجنس الآخر" وهناك خمس علامات لتشخيص أي  طفل يعاني من "اضطراب في الهُوية الجنسية" وهي : 
1 - الرغبة المعلنة بشكل متكرر أن يكون –أو الإصرار على انه أو أنها- من أفراد الجنس الآخر
 
2 - بالنسبة للصبيان.. تفضيل ارتداء ملابس الجنس الآخر، أو محاكات الملابس النسائية. أما بالنسبة للفتيات
 
الإصرارعلى ارتداء الملابس المعروف عنها أنها مخصصة للذكور
 
3- التفضيل القوي والمستمر لتقمص أدوار الجنس الآخر في اللعب، أو التوهم المستمر بأنه او أنها من أفراد
 الجنس الآخر
 
4 - الرغبة القوية في المشاركة في الألعاب ووسائل التسلية التي تميز أو ترتبط بالجنس الآخر
 
5 - التفضيل القوي للعب مع أصدقاء من الجنس الآخر
تظهر بداية هذه العلامات في فترة ماقبل المدرسة مابين الثانية والرابعة من العمر. ولا داعي للقلق في حال ميل الطفل في مرات عابرة لارتداء ملابس الجنس الآخر، لكن يجب الشعور بالقلق عندما يستمر الطفل الصغير في هذا السلوك، وفي نفس الوقت يبدأ في اكتساب عادات أخرى تُنذر بالخطر.. فقدأ يبدأ في استخدام ادوات المكياج الخاصة بأمه، وقد يتجنب التعمل مع الصبيان من أولاد الجيران ويتجنب الإشتراك في أنشطتهم الخشنة، وبدلاً من ذلك يفضل أن يتواجد بصحبة إخوته البنات اللاتي يلعبن بالدمى والعرائس داخل المنزل.
بعد ذلك قد يبدأ في الحديث بنبرة صوت البنات، كما يُبالغ في حركاتهم كالمشي والتعابير وكذلك يصير مُعجباً بالشعر الطويل، وارتداء "الحَلَق، والأسوار والإيشاربات"


هناك ارتباط قوي بين السلوك الأنثوي في مرحلة الصبا والجنسية المثلية لدى الكبار فالمشاعر الدفينة بعدم الاتزن والاحساس بالاختلاف والدونية هو بسبب اضطراب الهُوية الجنسية لديهم
إن 75% من الأطفال الذين لم يتم التعامل معهم بشكل سليم عند ظهور سلوكهم السابق قد يصبحون مثليين. ودعني أخبرك بالحقيقة بأنه لايوجد صبي أو فتاة مولود بطبيعة مِثلية، فمعظم من ارتاد لطلب المساعدة لم يكن لديهم ميلاً أنثوياً واضحاً في مرحلة الطفولة –كذلك لم يظهروا ميلاً نحو الذكورة- لكن لكونهم يملكون بنية ضعيفة أحياناً (قِصر، أو جسد هزيل)، أو لم يكونوا رياضيين، بعدهم عن العنف وعدم ميلهم لألعاب الخشنة أو العنيفة خوفاً من الضرب أو وقوعهم تحت السخرية والاستهزاء.

والبعض الآخر كانت لديه مواهب فنية وصفات اجتماعية ناضجة كالذكاء والإجتماعيات والرسم والذوق والحس الرقيق وكل هذه الصفات تشترك بأمر واحد أنها تعزلهم عن زملائهم الذكور وتُسهم في تشوه نمو الهُوية الجنسية   السوية لديهم ودعونا لانُسيء فهم الأمر.. فيمكن أن يكون الصبي حساساً ولطيفاً وذا حس فني ومهذب وفي نفس الوقت يكون سوياً من الناحية الجنسية
فمن الممكن أن يصبح عازفاً للموسيقى أو رساماً، شاعراً أو ممثلاً او طاهياً وفي نفس الوقت يكون سوياً جنسياً فهذه المواهب الفنية الفطرية هي "هُويته" وجزءاً من قدراته الإنسانية الرائعة وليس داعٍ لإحباطها ولكن يمكن تنميتها في نطاق رجوليته السوية جنسياً

إن الأب يلعب دوراً جوهرياً في النمو الطبيعي للصبي كرجل. والحقيقة أن الأب يعتبر أهم من الأم في هذا الجانب؛ فالأمهات يصنعن صبياً بينما يصنع الآباء رجلاً. وفي فترة الطفولة يتعلق كل من الصبيان والبنات عاطفياً بأمهاتهم، اللاتي يَصرن في تلك الفترة –بلغة علم النفس- موضوع الحب الأول؛ فالأم هي التي تلبي كل الإحتياجات الأولية للطفل.
وهنا على الأب أن يقوم بمسؤولياته؛ أن يعكس ويؤكد رجولة ابنه،أن يلعب معه الألعاب التي تناسب الصبيان والتي تختلف تماماً عما تحبه الفتيات فيعلمه كيف يلعب الكرة ومن الممكن أن يستحم معه بدلاً من الأم.
وعندما يشعر الصبيان بأنهم يجدون أنفسهم في شخص آبائهم، يبدأون بفهم ماهو مثير، مضحك وماهو مصدر الطاقة، عندها سيجدون نوعاً من الحرية والقوة باختلافهم عن أمهاتهم وينطلقون في عالم الرجال.
إن تشجيع الأهل في هذه المرحلة يساعدهم في تطوير هُويتهم كرجال وحينها ينمون بطريقة سوية جنسياً.
إن العلاقة الزوجية الفاشلة المليئة بالمعارك والانتقام ينتج عنها ابناء مضطربوا الهُوية، فقد يتخلى الأب عن ابنه انتقاماً من زوجته، وقد يكره الولد والده بسبب الضرب والاساءة التي يقوم بها لأمه وله وقد تقوم الأم المسيطرة بخنق دور الوالد في هذه المرحلة وقد تكون هذه الأم متمسكة بطفلها الصغير المدلل حتى في مرحلة نضوجه فتخنق ذكورته.
وقد يقول الأب كلمات يرفض فيها ابنه مما يجعل هذا الطفل الباحث عن الحب يجرب كل الطرق ليسترد حب والده بأن يتمثل بأخته أو بأمه.
إن الرجولة انجاز ويقصد بهذا أن النمو الجنسي السوي لايأتي من تلقاء نفسه لكنه يحتاج لأب وأم يريان جيداً وإلى دعم من المحيط ويستغرق وقتاً وهي مرحلة محورية لتكوين الهُوية الجنسية السوية إنها مرحلة العمر مابين سنة ونصف وثلاث سنوات والوقت الأمثل هو ماقبل سن الثانية عشرة.
والخلاصة بأن الجنسية المثلية لايتعلق في المقام الأول بالجنس فقط لكنه يرتبط بكل شيء آخر... بما في ذلك الشعور بالوحدة، الرفض، الثقة بالنفس، والمودة، والهُوية، والعلا قات، والتربية وكراهية الذات، واضطراب الهُوية الجنسية، والبحث عن الإنتماء.إنها مسألة حساسة الإنسان هو محورها.

Brining up boys
By Dr. James Dobson

@Fadfada.net 

0 مشاركات و تعليقات القُراء: