الاثنين، أغسطس 08، 2011

المجتمع العقيم : مجتمع المثليين


ما هو مصير مجتمعات الدول التي تناصر  المثلية و تشجع  زواج المثليين؟ 


تعرف الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ زمن تراجع في نسبة الولادات مقارنة مع نسبة الوفيات التي تشهد تزايدا كبيرا ناتج عن انتشار الجريمة و الحروب الكثيرة التي تخوضها هذه الدولة في عدة أقطار من العالم, لا يخفى على أحد أن الدولة تقنن لتنظيم النسل و تحديد الولادات بالإضافة إلى إنتاج كم هائل للأدوية المانعة للحمل, بالإضافة إلى تشريع لتنظيم الزنا و الجنس المثلي, كل هذه العوامل أنتجت مجتمعا هرما يكاد يكون عقيما

سنأخذ أحد أهم العوامل التي تساهم بنسبة تزداد من يوم لآخر في تراجع نسبة الولادات في الولايات المتحدة الأمريكية و هي الجنس المثلي, منذ زمن غير بعيد أسقط مصطلح المثلية الجنسية من سجل الأمراض النفسية تحت ضغط اللوبي المثلي في تلك البلاد ما أسس لمظاهرات ألفية تطالب بالاعتراف بالمثلين وحمايتهم و الأبعد من ذلك بالمثلية سواء أكانت بين النساء أو الرجال ما أدى في نهاية المطاف بترسم المثلية الجنسية كعامل طبيعي و قامت لذلك منظمات ترعاها و تدعي لها انتشرت بسرعة البرق خاصة لاستعمالها تكنولوجيا الاتصال و نقل المعلومة, من مواقع الويب إلى قنوات تلفزيونية و إذاعات متنوعة و جرائد و غيرها, على إثر ذلك صار ما يعرف بالزواج المثلي أمر له مراسيمه بل شيء عادي في كثير من ولايات هذه الدولة, و لأن الزواج المثلي غير إنتاجي و لا يعطي أولاد ساهم ذالك في تسارع تراجع نسبة الولادات بشكل رهيب, بل و أدى كذلك لتشجيع المثلية مما أدى بدوره لانتشار الاعتداءات و التحرشات الجنسية (عاملان أساسيان في تكوين الميول المثلية الجنسية) أي ازدياد عدد المثليين مع الزمن وارتفاع عدد الملاهي و الملتقيات الجنسية لأن غالبا ما يميل أصحاب هذه الفئة للمرح و الصخب و تخدير وخمر المخ وبذلك انتشار المخدرات بأشكالها و الخمور ومن تمت ارتفاع الأمراض و الاعتداءات و الجرائم بين أفراد هذه الفئة


لا نغفل الداء الملازم للجنس المثلي " الإيدز - السيدا" و كثير من الأمراض الجنسية (ناتجة عن الممارسات الجنسية الشرجية و هي عند الذكور بأعلى نسبة و كذالك تناول حقن المخدرات و تبادلها) ضف إلى ذلك انتشار حانات و ملاهي ليلية للمثليين مما ينتج مجتمع مخدر وخامل, و أثار نفسية سيئة نتيجة عدم الاستقرار و التوازن العاطفي الذي لا يمكن أن يكون أو قل يدوم في مثل هذه العلاقات

لا شك في أن هذا التحليل منطقي لكنه غير واضح للعيان لعدة أسباب منها الأحداث السياسية و الاقتصادية الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية  و الدولية التي تكون طرفا فاعلا فيها, و الحروب التي تخوضها هذه الدولة بالإضافة للتطور العلمي و التقدم الاقتصادي و كل العوامل التي تغطي عيوب و معانات هذا البلد و شعبه, دون إغفال دور اللوبي المثلي الذي يقف في وجه كل محاولة للمساس بأمن المثليين

إن استمرار هذه الحالة في الولايات المتحدة الأمريكية و باعتراف كثيرين من علماء الاجتماع و النفس ورجال الدين و السياسة لديها سيساهم في التدمير الآلي لهذا البلد

و لقد أخذت الولايات المتحدة الأمريكية كعينة معروفة لدى العام و الخاص كعينة حية للدراسة

في دولة مغاربية كالجزائر و التي تعتمد الشريعة الإسلامية في التشريع للدستور فإن الممارسات المثلية الجنسية بها تعد جريمة يعاقب عليها القانون و يجرم خلالها الفاعل و المفعول به و ككل الدول العربية و الإسلامية فإن المثليين من الذكور هم المعنيون بإقامة القانون عليهم في حين أن الكلام عن الجنس الآخر أي المثلية الأنثوية فنستطيع القول عنه أنه غير معرف رغم وجود ذاك النوع من الممارسات الجنسية, كثيرا ما تنشر الجرائد أخبار عن الاعتداءات الجنسية أو الممارسات المثلية التي تسقط بأيدي رجال الأمن فيتعرض أصحابها للعقاب للمحاكمة العلنية ثم السجن و لا يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل يتعرضون أيضا لإقصاء المجتمع لهم و نبذهم حتى من قبل أسرهم و أقرب الناس لهم


في الآونة الأخيرة بدأ الإنفتاح على فئة الحاملون للميول المثلية فنقلت عدة قنوات من المشرق العربي حوارات و أبحاث كان المختصون و المعانون من المثلية طرفا النقاش فيها, بالرغم من هذا التقدم الملحوظ نحو هذه الفئة التي يلزمنا ديننا الإسلامي التعامل معها بمنطق الأخذ بيد أخيك لبر الأمان و أن لا نكون عونا للشيطان على أخينا, و بالرغم من أن القرآن تكلم عن قوم لوط عليه و على نبينا الصلاة و السلام, إلاّ أن مجتمعاتنا الغارقة في دوامات الفقر و الأمية و الجهل مازالت تنظر لهذه الفئة أنهم ضالون فاسقون يجب التخلص منهم .

الشيخ محمد عبد العزيز

0 مشاركات و تعليقات القُراء: