الجمعة، يناير 28، 2011

5 ديسمبر الإعتراف بالمثليين






):

يوم سعيد للمثليين ويوم كئيب حزين لي شخصيا، إنه يوم الخامس من ديسمبر لهذا العام، الذي أعلنت فيه بريطانيا الاعتراف الرسمي بالعلاقة الزوجية بين الشواذ البريطانيين


هذا الاعتراف الرسمي يقضي بأن تتعامل إدارات توثيق الانكحة مع الزواج بين اللوطيين على أنه زواج موثق مثله مثل الزواج التقليدي بين الذكر والأنثى، بما يترتب عليه من حقوق وواجبات وتوارث... إلخ.



أعلم انكم ستبررون لفرحة اللوطيين بهذا اليوم «الأغر» لهم! ولكن ماعلاقتي أنا بالموضوع، وهو شأن بريطاني داخلي حدث في دولة غربية علمانية؟ لقد خضت مع اللوطيين، أثناء عملي بالمركز الإسلامي في لندن، عددا من المعارك خسرت بعضها وربحت البعض الآخر، ولكني للأسف خسرت الحرب يوم الخامس من ديسمبر عام 2005، الذي شهد الاعتراف الرسمي بالعلاقة الزوجية مع خصومي اللوطيين!


أحد انتصاراتي في المعارك مع اللوطيين، حين تزعم المركز الإسلامي في لندن، الذي كنت أعمل فيه فترة التسعينات، حملة نظمها مع عدد من أتباع الديانات والطوائف والمذاهب المختلفة في بريطانيا للحيلولة دون تغيير الحكومة البريطانية للمادة 28 في الدستور البريطاني، التي تقضي بحماية النشء البريطاني من الشذوذ الجنسي، حيث وضعت الحكومة العمالية ضمن أولوياتها، تغيير هذه المادة من منطلق سياسة الحزب في حماية الأقليات، ومن ضمنها الجالية اللوطية، ساهمت هذه الحملة مع غيرها من الحملات فعلا في منع الحكومة البريطانية من تغيير هذه المادة، فربحنا المعركة التي افسد فرحتها انتصارهم التاريخي هذه الأيام بالاعتراف بزيجاتهم رسميا.



إحدى هذه المعارك الطريفة مع اللوطيين، دارت رحاها في ساحة الهايد بارك كورنر، فقد ذهبت ذات مرة أتجول بين المتحدثين في الركن الشهير في حديقة الهايد بارك، ولفت نظري لوحة قماشية دعائية ذيلت بـ (المحبين لكم والمخلصين لكم إخوانكم اللوطيين)! اقتربت منهم وقلت لزعيمهم وكان شخصية علمية مثقفة: لن أحشر قناعاتي الدينية في هذا الموضوع، لأنها لن تجدي في إقناعك ودعني أتحدث عن هذه العلاقة الشاذة التي لو آمنت بها البشرية لتعرض الجنس البشري للفناء! لا مجال لكم للحمل والولادة، فكيف لعلاقاتكم الغريبة والشاذة أن تبني أسرة وتشيد مجتمعا سليما!؟ ثم ابحث عن الأمراض الجنسية المستعصية، تجد أكثرها شيوعا بينكم معشر اللوطيين! أنتم تسبحون ضد تيار السنن الكونية والنواميس الطبيعية، وبدا لي الرجل مطرقا ومصغيا لحديثي وحججي، ولم يقاطعني بل كان مبتسما، فظننت أنني سددت له لكمة جدلية قاضية، وأيقنت أنه سينزل من منصته وسيطوي لوحته القماشية ويعلن تراجعه عن فعله الشاذ وأفكاره الشاذة، فعاجلته بسؤال فيه نشوة التحدي وسعادة المنتصر: هيا كيف ترد على حججي؟ وبكل ثقة وبرود قال لي لن أرد على حججك حتى تجيبني على سؤال واحد ومختصر جدا: هل جربت؟ طبعا صعقني السؤال وظننت انه نوع من السباب والبذاءة و الإهانة ! لولا أني تذكرت أني في أشهر منطقة حوارية في العالم، لا يدخلها إلا من يؤمن بآداب الحوار مهما كانت درجة المخالفة، وإلا فلا مقام له فيها، كما تذكرت أني أخاطب رجلا يؤمن بمثالية هذه العمل، بل ويفتخر به ولا يرى فيه بأسا، وها هو يضحي بعطلة نهاية الأسبوع ليدافع عن بني جنسه من الشواذ، المهم أني تمالكت نفسي وكتمت غيظي وأجبت عن سؤاله طبعا بالنفي، فرد بثقة: كيف تنتقد عملا لم 
تجربه!؟ جربه ثم تعال إلي مرة أخرى وأكمل نقاشك معي، أنا متيقن انك ستغير أفكارك!


دارت ساحات معاركي مع اللوطية على الساحة البريطانية وخسرت حربها باعتراف الحكومة البريطانية بزواجاتهم، وأرجو ألا نرى اليوم الذي تجري فيه مثل هذه المعارك في ساحتنا العربية، وإن كانت رياح الانفلات التي هبت باسم الحريات لا تبشر بخير


^^
منقول من منتدي عربي 
مقال لمهاجر عربي سابق في لندن 


2 مشاركات و تعليقات القُراء:

غير معرف يقول...

لا نستطيع ان نقول عن المثليين انهم لوطيين وننسبهم الى قوم لوط وبعض الناس ينسبوهم الى نبي الله لوط فلنقل المثليين وتكن التسميه افضل وارقى لهم اما عن معركتك في بريطانيا انت من الخسرانيين بالفعل ومن اول جوله لانك انت وبقناعاتك انك خسران ولم تفز يوما على الحكومه لان الحكومات تحترم نفسها ليست كحكوماتنا العربيه التي لا تحترم نفسها قبل ان تحترم الرئي المغاير لها المهم انا لا ارى ان هناك خوف على منطقتنا العربيه من هذه الظاهره والزواح وانا لا اقل عنه زواج لانه ليس زواجا تقليديا ولكن لا ننكر ان في كل الوطن العربي الكبير من المحيط الى الخليج نسبه كبيره من الشباب العربي هم من المثليين ومن يناصر المثليين ومن يمارس معهم من الذين يعتبرون انفسهم مستقيمين للاسف هم حساله وهم اسوء من هذه الظاهره لانهم هم من اوجد في حياتنا هذه الظاهره من المرض الداخلي في نفوس من يعتبر نفسه مستقيم وهو اخبث من ابليس نفسه ان انتهينا من هؤلاء قد تخف هذه الظاهره لتبدء من نفسك قبل الاخر وشكرا لك لاني لا اثق انك مستقيم كما تزعم وشكرا لك

غير معرف يقول...

أهلا بك عزيزي

أنا اضفت في اخر المقال... و قلت انني لست صاحب الموضوع بل هو منقول من منتدي عربي و صاحبه هو مهاجر عربي سابقا في لندن
-------------------
نعم أنا أتفق معك و أيضا أفضل ان نقول تسمية - المثليين بدلا من الشواذ او اللوطيين و قد قمت بتعديل بسيط جدا في الموضوع ....لاكن يجب احترام حقوق المؤلف و لم أرغب أن اضع تعديلات كبيرة جدا في الموضوع

مع ذالك الموضوع أعجبني كثيرا و ارى انه طريف :)))

شكرا لك على المرور العطر و المشاركة


Ziad
:))