السبت، يناير 29، 2011

خواطر طارق . مثلي يتغير






مش عارف أبدأ منين!.. دى خامس ورقة أكتب فيها!.. على كل حال أنا حابب أحكى القصة بتلقائية ومن غير تكلف... خلينى أبدأ من قبل طارق بشوية..
أسرة صغيرة: أب وأم وبنت وولد.. وبعد أكتر من 10 سنين، الأم حامل من جديد... فى الأول كان الخبر غير سار.. الأم مريضة بالسكر، والأب مضطر يسافر للعمل بالخارج نتيجة الظروف الاقتصادية.. والبنت والولد كبروا.. يعنى مفيش مكان ولا استعداد لمولود جديد!... ورغم محاولات الأم العديدة لإجهاض نفسها.. لكن إرادة ربنا كانت الأقوى.. ولما استسلمت الأم، فضلت تتمنى إن اللى فى بطنها يكون بنت.. أصلها بتحب البنات أكتر.. وكمان إبنها متعب وشقى وبليد..
وبسبب خطورة الحمل على صحتها ( مرض السكر) قرر الدكتور إنه يضحك عليها ويقول لها إن المولود المنتظر.. بنوتة!... لكن طارق اتولد
فى الأول كانت مفاجأة إنه ولد.. ويمكن صدمة للأم!.. لكن مع الوقت فرحوا كلهم بآخر العنقود.. سرعان ما فرحت ماما.. وسرعان ما اضطر بابا للسفر... وكانت النتيجة إن ماما أصبحت هى المسئول الأول والأخير عن طارق.. وشوية شوية، بدأت تدلعه وتتعامل معاه كأنه بنت!.. لأنها من جواها كانت رافضة تكرر تجربة الأمومة للولد!...

من عمر سنتين لأربعة طارق ماشافش باباه ولا مرة!...
مع إنى كان عمرى 4 سنين بس ، لكن فاكر يوم رجوع بابا من السفر بالتفصيل!... فاكر لما كنا فى المطار منتظرينه، وكنت بسأل ماما واخواتى كل شوية عنه!.. بيقول عنى إيه؟.. بيتكلم ازاى؟.. شكله زى الصور ولا لأ؟
لغاية مالقيته أمامى!.. على قد ماكنت مستنى أشوفه.. على قد ما كنت خايف منه أول ما شوفته!..
كأنه حد غريب.. كنت خايف حتى إنه يلمسنى
بدأت أتعود عليه من يوم للتانى.. لكن يادوب شهر وسافر.. ومن يومها كان بييجى شهر كل سنة... صحيح أنا فاكر إنه كان بيدلعنى ويجيبلى لعب وحاجات حلوة كتير أوى.. لكن كان مجرد ضيف!..
فى سن 8 أو 9 سنين تقريبا، طارق كان بينام جنب مامته أو أخته معظم الأيام.. لكن أحيانا كان بينام جنب أخوه... طارق ماكانش له سرير لأنه الصغير اللى ماكانش فى الحسبان.. طارق كان مدلل جدا من مامته وأخته وخالاته.. أما أخوه، فكان فى الوقت ده عمره حوالى 20 -21 سنة.. فى الليالى القليلة اللى كان طارق بينام فيها جنب اخوه، كان بيحس بحاجة مش طبيعية!.. تلامسات غريبة!.. طارق كان مش فاهم إيه اللى بيحصل، لكن كان حاسس إن حاجة غلط بتحصل!...


إستمر الحال على ماهو عليه، لغاية سن 11 سنة.. بدأ طارق يفهم الحكاية.. وبدأ كمان يحس بلذة من اللى بيحصل.. لغاية ما تم اعتداء كامل!... اعتداء كامل 3 مرات، تمت على أيام غير متباعدة... كان الموضوع بيحصل فى صمت رهيب!.. كان طارق كل مرة بيحس إنه هو السبب!.. هو اللى فيه حاجة غلط!.. هو اللى لازم يتلعن ويتكره ويتعاقب.. أو على الأقل، هيكون شريك لأخوه فى اللى حصل.. علشان كدة كان بيسكت.. وكل ماكان بيسكت أكتر.. كل ما كان بيحس بلذة أكتر... لكن كتير أوى، كان بعد الحكاية ماتخلص.. يقوم ويضرب نفسه فى الحمام!!...
وفى نفس الصمت انتهت الحكاية.. لكن من يومها، وعلاقة الأخين ببعض أصبحت أبشع مايكون!.. دايما خناق وزعيق متواصل.. أنا فاكر إنى سمعته مرة بيقول لأختى إنه بيكرهنى ومش بيطيق يشوفنى!... كنت بالنسبة له زى عمله الإسود!...
إستمر طارق فى ميوله وانجذاباته المثلية.. بالإضافة لتأخر ملحوظ فى الدراسة، مع إنه كان شاطر ومتفوق وفنان!... كان طفل مبدع وحساس بشهادة الجميع... وكله كوم والوصم والتعيير اللى كان بيشوفه فى المدرسة كوم تانى!... فجأة أصبح مدعاة للسخرية من زمايله، وبعض المدرسين.. كانت مأساة بجد!... وكل ده خلاه يحس أكتر إن هو المسئول!.. خلاه يحس إنه كائن جنسى والمشكلة فيه هو.. لدرجة إنه شوية شوية، بدأ ينسى اللى حصل من أخوه!... وكأنه مولود بانجذاباته المثلية!...

وهكذا، استمر العذاب لغاية الثانوية العامة.. بدأ طارق يقنع نفسه بمبرر لميوله وانجذاباته.. بدأ يقتنع إنه مش ولد أصلا!.. أكيد هناك خلل هرمونى ما!... وفجأة، لقى نفسه بيصارح أخته بالسر الخطير.. بإنه أكيد عنده مشكلة بيولوجية تسببت فى ميوله!.. هو ده اللى طارق كان مقتنع به.. لغاية ما أثبتت التحاليل الطبية عكس ذلك!.. طارق لا يعانى من أى خلل هرمونى أو بيولوجى!..
إذن، هناك خلل نفسى... وبدأت رحلة جديدة من المعاناة!... مهدئات ومضادات اكتئاب ومحاولات فاشلة للإثارة الغيرية!.. إحباطات وفشل دراسى مستمر ( فى بداية المرحلة الجامعية).. بالإضافة لزيادة ملحوظة فى الوزن وتساقط الشعر وخمول فظيع.. وقبل كل ده، استمرار وتفاقم للميول المثلية!
طيب وربنا فين من كل ده؟!.. طارق كان بيصلى، وكتير كان بيقدر يمتنع (لأيام) عن الميول المثلية.. من خلال التقرب ( السلوكى) لله.. كلن الكارثة، إنه كان بعدها بيرجع تانى للمثلية بنهم شديد!...
وهكذا، استمر الصراع.. لغاية اللحظة اللى توهج فيها اليأس.. طارق فكر بشكل جاد فى الانتحار.. بل وبدأ الإقدام على التنفيذ!... فقط الإقدام

إلى أن بدأ الأمل مع الطبيب. ذلك الرجل الذى أدين له بكل وبأى انجاز أحققه فى حياتى..
طبيبى الذى علمنى.. معنى الحياة. فى أول مرة كنت رايح أجرب!.. قلت أشوف هلاقيه مختلف، ولا هكرر مأساة الاكتئاب والصراعات الفاشلة مع الانجذابات الغيرية من تانى؟!... لكن لقيت حاجة تانية خالص.. مالقيتش علاج!.. لقيت تعافى!

وهكذا، بدأت رحلة التعافى.. حسيت إنى بتولد من جديد.. برجع تانى لطارق الحقيقى اللى افترقت عنه من سنين طويلة!.. ولأن الولادة من أصعب وأشقى معارك الإنسان.. كمان رجوعى لطارق الحقيقى كان فى منتهى الألم والقسوة!... تمام زى الجرح اللى بنفضل ناسيينه وعاملين إننا مش واخدين بالنا منه.. وفجأة نبص عليه ونبدأ نقرب منه، ونطهره!... قد إيه هنتألم ونصرخ وننوح.. لكن قد إيه بعدها بنلاقى إن ألم الأمل.. أرحم بكتير من راحة اليأس
أنا فى التعافى اكتشفت إن هو ده المعنى اللى كنت ببحث عنه طول حياتى!.. وإنى يستحيل هرجع أدفن طارق تانى.. بغض النظر عن المثلية!...
فى التعافى عرفت ربنا الحقيقى!.. ربنا اللى ماكانش موجود بجد فى حياتى، لأنى ماكنتش عارف أشوفه!.. لأنى ماكنتش شايف نفسى أصلا!...

التعافى لسة ماانتهاش.. ومش هينتهى أبدا.. هى دى الحقيقة اللى كل يوم عن يوم بدركها وبعيشها اكتر!...

وبعد سنة وكام شهر من بداية رحلتى فى التعافى.. لقيتنى بدخل فى خطوة عمرى ماكنت أتصورها!.. خطوة جعلتنى أدرك إنى مهما بحقق انجازات فى التعافى من تبطيل أو تغيير، عمرى ما هوصل للسلام اللى بدأت أعيشه بعدها!...

صارحت بابا بكل حاجة!.. ميولى وانجذاباتى واللى عمله أخويا زمان!.. وفوق كل ده، صارحته وواجهته بكل مشاعرى تجاهه!...

بابا بالنسبة لى كان غريب.. مرفوض.. بعيد أوى.. كان بالنسبة لى بيمثل كل شىء سىء ومكروه فى الحياة!... كنت بكره وجوده!.. مجرد إنى أشوفه أمام عينيا!.. مجرد أسمع صوته أو إنه يلمسنى.. أو حتى يحاول يقرب منى!... وخصوصا بعد ما بدأت التعافى.. قد إيهمشاعر الرفض والكره اللى جوايا تجاهه زادت واشتعلت يوم عن يوم.. لغاية ما وصلنا للحظة الانفجار!... لكن الغريب إنه ماكانش انفجار على قد ما كان غسيل!.. أنا اتغسلت من جوايا!... صحيح الموضوع ماكانش سهل ولا بسيط.. الحكاية كانت فى منتهى الألم.. وبعد ما كل الألم والغضب اللى جوايا خرج، لقيت بابا بيفتحلى دراعاته!... أول مرة أترمى فى حضنه!.. أول مرة أحس إن ليا أب.. وأحس أصلا بمعنى كلمة أب!!..
أخيرا بقيت قادر أتنفس زى زمان.. زمان أوى!... بعد اللى حصل ده انا حاسس بكبران ونضج وأمان غير طبيعى!... وقبل كل ده حاسس بسلام داخلى مش قادر أوصفه!
لكن الغريب إنى يوم عن يوم بكتشف حاجة عجيبة جدا!.. أنا وبابا مااتغيرناش!.. أنا لسة برفض عيوب كتير فى شخصيته.. لكن بقيت ألاقى نفسى دلوقتى قادر أرفض عيوبه، من غير ما أرفض وجوده!... بابا زى ما هو.. انا اللى نظرتى تجاه اتغيرت، بعدما غسلت نفسى وقدرت أعبر عن مشاعر تجاهه.. كانت مكبوتة جوايا

تمام زى علاقتى بربنا ما اتغيرت بعدما بقيت شايف وجوده بعيون تانية!...
أما بقى مسألة إنى أواجه أخويا و( انفجر فيه) زى بابا ما بيطلب منى.. أنا بصراحة بقيت حاسس إنى خلاص ما بقيتش جوا الدايرة دى!... بقيت حاسس إنى أكبر من الانتقام أو حتى الغفران!... يمكن بعد شوية موقفى ده يتغير.. لكن أهم حاجة إنى مش هعيش غير اللى حاسس بيه!.. وأهم حاجة كمان دلوقتى إنى عاوز أستوعب علاقتى بأبويا.. من غير تشويش!!..
قد ايه بتبقى علاقاتنا ممتعة، لما بنشوفها على حقيقتها!.. ونعترف بالشروخ والشوائب اللى فيها!
قد ايه لما بنتكلم ونصرخ ونخرج من دايرة الكبت .. بنبتدى نشوف كل حاجة على حقيقتها.. من غير القشرة المزيفة اللى استخبينا تحتها سنين!!

دى مش مواعظ ولا شعارات.. دى معانى بعيشها كل يوم فى مسيرة التعافى.. وأتمنى أفضل أعيشها، لآخر لحظة فى عمرى... أنا وكل اللى معايا فيها.. لنصل إلى السلام


1 مشاركات و تعليقات القُراء:

غير معرف يقول...

لا تعليق
بصرآحة بقدر أن هو صآرح الجميع بوقآئع من حيآته بدون خجل على الرغم أن مآفي دآعي للخجل ولكن أن يذكر تفآصيل حميمة عن حيآته صعب فأحب أشكره على هذه المصآرحة وأكيد في نآس كثير عآيشين وضع مشآبه لوضعه وهو ممكن يكون سبب أنه يئمنو بوجود طريق لي المعآفآة