الخميس، نوفمبر 18، 2010

مثلي يتعافى : ما قدرش أعيش من غير نفسي





......على كل حال أنا خلاص بقى جوابا يقين رهيب إني مستحيل أرجع للمثلية... مش عشان ما بقيتش (لم أعد) مثلي، لأ.. عشان مش هاقدر تاني أعيش من غير نفسي! .... من غير روحي و لا حتى جسمي

*هذا الكلام حقيقي تماماً فالميول المثلية تنتج من الانفصال عن النفس والجسد وبالتالي محاولات سحرية لتحقيق هذا الاتصال المفقود من خلال الاتصال الرومانسي والجنسي بذكور آخرين. ولكون هذا النوع الاتصال يفشل في إعادة الإنسان إلى نفسه يظل يدور في دوائر مفرغة طوال العمر يبحث عن نفسه وعن جسده في نفوس وأجساد الآخرين فلا يجد نفسه ولا يجد الآخرين

.... وحتى لو ربنا ما أردش إني أتعافى بشكل نهائي.. برضه مش حارجع تاني للمثلية.. صعب قوي نفرط في نفسنا بعد ما لقيناها وحسيناها وعشناها كمان 

*هذا الكلام أيضاً حقيقي وواقعي. فلا يوجد شيء في هذه الحياة نهائي. التعافي النهائي غير موجود في هذه الحياة. من المثلية أو من الإدمان أو من الاكتئاب أو من مرض السكر أو زيادة نسبة الدهون في الدم أو الحساسية أو غيرها من الأمراض. سيظل هناك فينا نقاط ضعف علينا أن نراعيها في أكلنا وشربنا وعلاقاتنا. مدمن الخمر المتعافي يجب أن يتجنب الخمور طوال حياته. ومدمن المخدرات عليه أن يستمر في عدم الاتصال بأي مدمن ومريض السكر عليه لكي يعيش حياة أكثر صحة ولا يصاب بمضاعفات السكر أن يستمر طوال عمره في تعاطي الأنسولين ومراقبة أكله وشربه. وكذلك المصاب بارتفاع نسبة الدهون في الدم
التعافي ليس أن نصبح بلا نقاط ضعف.وإنما أن نعيش حياة فعالة بالرغم من نقاط ضعفنا. التعافي من المثلية هو أن تتناقص الميول المثلية شيئاً فشيئاً حتى لا تكاد تذكر وتتنامى الميول الغيرية بشكل يكون "كافي" لإقامة حياة غيرية مشبعة مع شخص من الجنس الآخر وتكوين أسرة صحّية. والأهم من كل هذا أن "نجد أنفسنا الحقيقية ونعيشها" كما يقول صديقنا

على فكرة الموضوع بالنسبة لي أصبح أكبر بكتير من كونه انجذاب مثلي أو أفكار جنسية شاذة!.... أنا المثلية بالنسبة لي أصبحت الموت بعينه! .... المثلية = مقبرة الحياة.

* المثلية أحد أشكال الدفاعات والمحاولات السحرية التي نحاول بها الوصول لذواتنا الحقيقية. ستظل هذه الطرق الدفاعية موجودة بشكل ضعيف بداخلنا ونكون معرضين للعودة لها. لكننا عندما نجد ذواتنا الحقيقية ونعيشها من خلال العلاقات العميقة الصادقة مع الله والنفس والآخرين، من الصعب أن نعود للمزيف. صحيح أن التهديد يبقى قائماً لكنه يتناقص كلما عشنا حياة صحية
*هذه "الذات المزيفة" تشكل القشرة الميتة للبذرة والتي يشقها جنين البذرة لينبت نباتاً له جذر وساق وأوراق وأزهار. من الصعب بعد أن خرج النبات من قشرته أن يعود إليها وبعد أن ولد الطفل من رحم أمه أن يعود إليه مرة أخرى. صحيح أن التهديد يبقى قائماً لكنه يتناقص كلما عشنا حياة صحية جسدياً وفكرياً ووجدانياً وروحياً واجتماعياً
كلما كبرت حياتنا خارج القشرة كلما صار أصعب الرجوع إليها
ليست القضية إذاً هي "التوقف عن الممارسات المثلية" وإنما هي الحياة أكثر فأكثر بصورة صحية




0 مشاركات و تعليقات القُراء: