الثلاثاء، يوليو 26، 2011

شجر الليمون



شجر الليمون  قصة مثلي جنسياً وحلول الأطباء المختصين

اشراف : خيري رمضان 

سيدي‏..‏ اسمح لي أن أختار العنوان بنفسي لأنه بداية اغنية تعبر عما بداخلي كما تقول‏(‏ كام عام ومواسم عدوا وشجر الليمون دبلان علي أرضه وكل شيء بينسرق مني العمر والأيام والضي من النيني‏)‏ آه آه آه من هذه الكلمات للمطرب المحبوب محمد منير‏.‏

سيدي أعرض عليك مشكلة استعصت علي أشد الاستعصاء‏,‏ ولا أظن أحدا من خلق الله بقادر علي أن ينفعني فيها‏,‏ مع ذلك وجدت أنه لابد من عرضها ولو للسلوي فقط‏,‏ أو ليشاركني قراؤك الرأي وليدلي كل منهم بدلوه في هذه المسألة الشائكة جدا‏,‏ والتي دمرت حياتي النفسية‏,‏ وجعلتني أعاني وأتوه في بحار الغربة تيها لا رشد فيه‏,‏ ولا أجرؤ حتي علي مواجهة أحد في مشكلتي وجها لوجه‏,‏ ومشكلتي تسبب لأصحابها الحرج الشديد في مجتمعنا المسلم‏,‏ ولست الوحيد الذي أعاني منها بل يوجد الآلاف المؤلفة من الناس ولكن أحدا منهم لا يجرؤ علي البوح بما يعانيه‏,‏ لأنه الدين والمجتمع وثقافتنا السائدة تحرم علينا التحدث عن مشكلتنا‏.‏
وقبل أن أطرح مشكلتي لابد من إعطاء لمحة موجزة عني حتي يتسني لكم أن تفيدوني بما ينفع إن كان هنالك شئ ينفع‏,‏ أنا انسان أبلغ الخامسة والاربعين من عمري‏,‏ نشأت في أسرة متدينة جدا‏,‏ أب لم اتذكره كثيرا لأنه توفي وأنا صغير جدا‏,‏ وربتني أمي واخواتي البنات في حنية وحب كامل‏,‏ طبعا مع كثرة التدليل الزائد وعندما ارجع بالذاكرة إلي الخلف اجد اني لم البس غير ملابس البنات حتي سن الخامسة‏,‏ وطبعا عرفت هذا الكلام من أهلي وغيرهم‏,‏ وهم يتذكرون هذه الايام بمنتهي البساطة‏,‏ وهم لا يعرفون انهم قضوا علي وهم لا يعلمون بالاضافة إلي اطلاق اسم انثي علي من احدي الجيران وذلك لوسامتي في هذه السن الصغيرة حتي اصبحت لينا مثل البنات في كل حركاتي وتصرفاتي‏,‏ حتي تفكيري وطلبي للعب مع البنات‏,‏ وحتي سكوني‏,‏ وحتي تفكيري الداخلي واحلامي‏,‏ إلي وقتنا هذا وطبعا علي مر حياتي من بداية دخولي المدرسة ثم تخرجي في الجامعة وحتي في شغلي الآن لم يرحمني أحد من كل انواع الهمز واللمز‏,‏ وما ادراك ما قسوة المجتمع برمته‏..‏ سمعت كل أنواع السخرية مثل شكله زي البنات مشيته زي البنات صوته رقيق اوي‏,‏ كل هذا الكلام كان يحرقني أكثر من حرق النار‏,‏ وكنت أنعزل داخل نفسي واكره نفسي ولكن ما باليد حيلة لابد من مواصلة الحياة مهما تكن‏,‏ وأخذت علي سماع مثل هذا الكلام من كثرة ما سمعته ومع تقدمي في العمر قل هذا الموضوع تدريجيا واصبحت اكثر رجولة طبعا ظاهرا فقط‏,‏ اما داخليا فهنا تكمن المشكلة‏,‏ وقد وجدت رأي العلماء والفقهاء المسلمين عبر العصور لا يرحم من هم في مثل حالتي‏,‏ بل لم يكن منهم إلا الانكار واللعن والطرد من رحمة الله‏.‏
وقد حان الوقت بعد هذه المقدمة أن أقدم مشكلتي علشان أحس اني مش لوحدي‏,‏ والأمر الذي أطلت في التقديم له هو المثلية الجنسية وكانت بداية قصتي معاملة أهلي لي بهذه الطريقة وليس لي سبب فيها‏,‏ حتي تغيرت فطرتي حتي اني نشأت منذ نعومة أظفاري وليس بي أي ميل للنساء‏.‏ وكان أول إحساس برغتبي تجاه الذكور وأنا في سن صغيرة جدا‏,‏ وكان إحساسا غامضا غير مفهوم بالنسبة لي‏,‏ ولكنه ارتبط عن طريق الأحلام بشكل مبهم‏,‏ ولم أكن أدرك أن الأمر سيتطور إلي رغبة فيما بعد‏,‏ ثم تطور إلي ماهو أسوأ‏,‏ وكنت لا انجذب الي الإناث مطلقا ومازلت‏,‏ وكنت دائما احرص علي منع نفسي من الوقوع في المعصية ولكن هيهات ان امنع هذه الرغبة وانا في سن الطفولة حتي عشر سنوات ماضية ثم تبت الي ربي‏,‏ وابتعدت عن الجميع هاربا من كل من عرفت في هذه المرحلة أو غيرهم ممن عرفت علي مدار حياتي وصرت وحيدا بلا أصحاب‏,‏ انغماس تام في وحدة رهيبة مع نفسي‏,‏ لا أملك إلا ندب حظي من الحياة الدنيا في سرية تامة‏,‏ والتأمل في الآخرة‏,‏ ليس لي أي نشاط سوي العمل ثم العمل وحتي في العمل انا معذب‏,‏ شعوري تجاه بعض زملائي إحساس غير طبيعي فأنا اعتبر نفسي خائنا لهم جميعا بنظراتي لهم‏,‏ ولكن كيف استمر علي ذلك وأنا مقتنع بأن وضعي وحظي وقدري من خلق الله وان الله يعلم ماخلق‏.‏
‏(‏ ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير‏)‏ وبالتالي وبحسب فهمي لايمكنني ان أومن بأن أدفن نفسي في الوحدة أو أن اتخلص من حياتي من أجل شيء ليس لي به ذنب لا من قريب ولا من بعيد‏,‏ فقد نشأت في بيئة متدينة وكنت طفلا مطيعا ومؤدبا‏,‏ ولما قرأت القرآن وجدته الكتاب الوحيد الذي يستحق الحفظ كاملا‏,‏ ولكن اثارتني فيه آية تصب في مشكلتي وهي قوله تعالي في سورة الروم‏(‏ ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون‏)‏ والآية تدعونا للتفكر في مسألة العلاقة الحميمة بين الذكر والأنثي والتي تؤدي بهما الي السكن النفسي‏,‏ وهو الشعور بالحب كما هو واضح‏,‏ ولكن أين أنا وأمثالي من هذه الآية‏,‏ أرجوك اريد الاجابة فأنا مسلم ومثل هذه الآية نزلت لنا كمسلمين عاوز أفهم ارجوكم وحاولت تنفيذ هذه الآية وتقدمت لخطبة بعض البنات وانا لا أميل إليهن‏,‏ كنت افعل ذلك فقط لاثبت أمام أهلي والمجتمع اني شخص طبيعي حتي لا ينكشف امري‏,‏ ودائما كنت افتعل المشاكل واخرج من الخطبة لاني أعرف نفسي وأحيانا أقول هل يضع الله فينا هذه الشهوة‏..‏ لماذا؟ ماهو السبب أعرف ان سؤالي هذا محظور‏,‏ ولكن أريد أن أحيا حياة طبيعية اريد ان اكون رجلا وليس مجرد شكل رجل‏,‏ اريد ان اتزوج مثل الآخرين‏,‏ وأنجب البنين والبنات واستمتع بالزواج ويكون لي كيان مثل باقي البشر‏,‏ واكون رب بيت‏,‏ أريد ان يكون احساسي بزملائي في العمل احساس عادي‏.‏
ومع تقدمي في السن أزداد اغترابا ومعاناة مستمرة‏,‏ ارجوكم ساعدوني انقذوني‏,‏ انا أوشكت علي الانتحار‏,‏ أوشكت علي التخلص من هذه الرغبة بقتلها وقتل نفسي معها‏,‏ لاني قرأت علي العلاج ووجدته يحتاج الي سنوات وسنوات‏,‏ والنتيجة في الآخر ليست مضمونة‏,‏ إذا كان هناك نتيجة اصلا‏,‏ وعلي الرغم من ذلك ذهبت لطبيب كبير جدا‏,‏ ولمحت له من بعيد عن حالتي‏,‏ وطبعا بخبرته الشديدة فهمني وكتب لي علي روشته العلاج‏..‏ إن العلاج ليس عنده وعلي أن أطرق أبواب الاطباء النفسيين‏,‏ ولم ينطق بكلمة واحدة‏,‏ بعد ذلك فقط استمر في النظر لي بدون اي كلام‏,‏ وانا احترق امامه‏,‏ واقسم لك أني خرجت من عنده بأعجوبة فمن حسن الحظ ان الباب كان اقرب من الشباك وإلا كنت اختصرت الطريق للخروج‏,‏ ولن اكرر هذا مرة اخري فإنه عذاب بمعني الكلمة أن اذهب إلي طبيب نفسي وأقول له انا مش راجل ارجوكم يامعشر الرجال هل من الممكن ان اقول هذا الكلام لاي شخص‏,‏ صدقوني سأموت قبل أن اقولها‏..‏
<‏ منذ أن توليت مسئولية بريد الجمعة منذ ما يقرب من‏6‏ سنوات وأنا لا أميل إلي نشر مثل هذه الرسائل‏,‏ وأفضل أن تكون الردود فيها خاصة‏,‏ وإن كسرت هذا الحظر في مرة سابقة‏,‏ وكان الهدف من ذلك هو حماية أطفالنا والتفريق بينهم في المضاجع‏,‏ وعدم السماح بنومهم مع أي غرباء‏.‏
وها أنا أفعل للمرة الثانية متوقفا ومختلفا مع مفاهيم كثيرة لدي بعض مرضي المثلية الجنسية ولا أتحدث طبعا عن المنحرفين جنسيا بكامل إرادتهم ووعيهم لأن لهؤلاء شأنا آخر وعقابا في الدنيا والآخرة‏.‏
دعونا نقف أولا أمام ما تعرض له صاحب الرسالة من تنشئة سيئة‏,‏ فيها من التدليل الزائد وإرتداء ملابس البنات والنداء باسم أنثي‏,‏ وغيرها من الأشياء التي ــ ودون أن نعلم أو نلتفت أو نهتم ــ تحدث تلفا في التركيبة النفسية للطفل فتفقده هويته وإحساسه بنوعه كذكر‏,‏ فتدخله في عزلة تجعله يميل بها تدريجيا إلي الانجذاب نحو البنات واللعب معهن والابتعاد عن الاطفال الذين يسخرون منه لميوعته أو ليونته‏,‏ وما يرتديه‏,‏ فتزداد الهوة‏,‏ وتلتصق بالطفل صفات وخصال تجعله ضعيفا وهشا ونهبا للمرضي وضعاف النفوس‏...‏ قد يبدأ الأمر بلعبة وينتهي إلي حالة مرضية تحتاج إلي علاج قاس وطويل‏.‏
أما ما أختلف فيه مع صاحب الرسالة‏,‏ فهو محاولة الاستسلام لفكرة أن ما هو فيه قدر‏,‏ ومن خلق الله‏,‏ فالله يعلم من خلق‏,‏ وقد خلقك في أحسن صورة‏,‏ وإذا كان مفهوما ضعفك وسقوطك في صغرك‏,‏ فماذا عنك وأنت تعلم جرم ما يحدث وترفضه ونجحت بإرادتك في التوقف عنه منذ عشر سنوات‏.‏ بعد أن تبت إلي الله‏...‏ أليس هذا قرارك الذي قدرت عليه‏,‏ فما الذي يمنعك من مواصلة البحث عن علاج؟‏!...‏ إن الخطر الحقيقي‏,‏ وعدم الوصول إلي أي طرق للعلاج هو استسلامك لفكرة أنك خلقت بهذا الإحساس الشاذ‏,‏ لقد شوهت يا سيدي نفسيا وأنت مكتمل الذكورة‏,‏ فاستسلمت‏,‏ ولم تقاوم‏,‏ وعندما فعلت نجحت ووضعت يدك علي بداية الطريق‏...‏ هذه البداية لن تكون من خلال طبيب كبير غير متخصص‏...‏ أنت تحتاج إلي طبيب نفسي متخصص يصلح تلك التشوهات النفسية‏,‏ وستشعر بعدها بالميل إلي الجنس الآخر‏..‏ ووقتها يمكنك الزواج والإنجاب‏,‏ ونسيان تلك التجربة السيئة‏,‏ لتعيش مثل باقي البشر الأسوياء‏,‏ فلا تضعف وتذكر أنك مسئول عن تصرفاتك أمام الله قبل البشر‏,‏ فإن أخلصت النية والتوبة ستجد الله في عونك‏,‏ أعانك الله وشفاك مما ابتلاك وحفظ اطفالنا من سوء التربية حتي لو كانت باسم الحب والتدليل‏..‏ وإلي لقاء قريب بإذن الله‏..‏

--------------------------
رد الدكتور أوسم وصفي
أزمة أبوة
  
أشكرك سيدي علي تناولك لموضوع المثلية الجنسية الذي يخاف الجميع من تناوله لكنه قضية يعاني منها شباب كثيرون أكثر مما نتصور جميعا

وقد أدركت ذلك بسبب عملي في هذا المجال لأكثر من عشر سنوات الآن ولكن بكثافة غير عادية في السنوات الأربع الأخيرة بالفعل هناك أزمة ذكورة في مصر‏(‏ وفي أغلب البلاد العربية‏)‏ وأظنها تفاقمت من السبعينات وذلك بسبب أزمة الأبوة إن كانت هناك أزمة شباب الستينات في الغرب بسبب غياب الآباء في الحرب العالمية فهناك أزمة في شباب السبعينات والثمانينات والتسعينات في مصر والدول العربية بسبب غياب الآباء في الخليج أو غيابهم وهم موجودون بسبب صعوبة المعيشة والعمل ليل نهار هذا هو السبب الأساسي للمثلية ضعف العلاقة بالأب وبالتالي بالذكور وبالتالي بذكورة الإنسان نفسه فيشعر أنه مختلف عن باقي الذكور في الطفولة وتأتي المراهقة والبلوغ فيمكن نشوء الانجذابات الجنسية تجاه من يشعر أنه مختلف عنهم ويتمني أن يرتبط بهم‏(‏ وجدانيا‏)‏ كما كان يتمني أن يرتبط بأبيه الذي لم يجده‏,‏ هذه المشاعر القوية يمكن أن تتجنسن‏ ‏ كما يمكن أن تتجنسن أي مشاعر قوية‏.‏
أحب أن أقول لك إني أعالج المثليين بكثافة شديدة منذ‏2005‏ ولدي مجتمع من المثليين المتعافين يصل عدده الي نحو الخمسين ومنهم من وصل الي مراحل متقدمة جدا في العلاج ومنهم من نمت لديه مشاعر نحو الجنس الآخر ومنهم من تزوج وناجح في زواجه الغيري‏(‏ لفتاة‏),‏ منهم عدد كبير يتجاوز الخمسة عشر مستعد لإجراء حوارات معك صحفيا أو تليفزيونيا ليشاركوا أخوانهم كيف تكون مسيرة التعافي وما هي المسيرة التي ساروا فيها وكيف تغيروا؟‏.‏
لقد كتبت كتابا بعنوان شفاء الحب سنة‏2007 وهو موجود علي الانترنت يمكنك تنزيله وقد نفدت طبعته الأولي وأعد الآن الطبعة الثانية محتوية علي برنامج عمل متكامل للعلاج‏,‏ وقمت بتدريب خمسين من الأطباء الشبان والمعالجين النفسيين والقادة المجتمعيين والدينيين في مدرسة أسميتها مدرسة التعامل مع الميول المثلية‏(‏ متمم‏)‏ وسوف نبدأ الدورة الثانية في العشرين من الشهر الحالي‏(‏ يناير‏2011)‏ أتمني أن تساعدني في توصيل الرسالة للكثير من الأطباء حتي يتسني لي تدريب العديد منهم‏,‏ وأتمني أن يكون في كل محافظة مصرية وفي كل مدينة عربية معالج نفسي يفهم ما هي المثلية ويعالجها خاصة بعد أن تخلي الطب النفسي الأمريكي‏(‏ العالمي‏)‏ عن هذه القضية العلاجية لأسباب سياسية وقد كتبت عن هذا بالتفصيل في الكتاب‏:‏ شفاء الحب‏.‏
أذكر أنك تعرضت لموضوع المثلية من قبل في رسالة‏(‏ المنحرفون‏)‏ وقام أحد عملائي بالرد عليك ونشرت عنوان وأرقام تليفونات المؤسسة التي أعمل بها مؤسسة الحياة وجاءني عملاء عدة عن طريق هذا النشر‏.‏
وأشكرك بشدة علي جرأتك وصدقك

د‏.‏أوسم وصفي


--------------------------
رد الدكتورة هبة قطب
 المشوار المظلم  

الأخ الكريم‏..‏ قرأت باهتمام رسالة الأسبوع الماضي المعنونة شجر الليمون‏,‏ والتي حوت رسالة الأخ الكريم الذي ابتلاه الله بالميول المثلية والتي لا يجد لها مخرجا‏,‏
  
 ولذلك وددت أن أوضح بعض النقاط من منبرالتخصص والخبرة المتواضعة في هذا المجال‏,‏ فاسمح لي أن أوجزها فيما يلي‏:‏
‏1‏ ـ إن فطرة الله سليمة في خلقه‏,‏ ولو كانت الميول المثلية خلقة أو تركيبا جينيا كما يدعي البعض ما كان الله توعد قوم لوط بجم الغضب وشدة العقاب‏.‏
قال الله تعالي‏:(‏ ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد‏)‏ آل عمران‏.281‏
‏2‏ ـ إذا أردنا تقريب الصورة لأذهان الناس فلنقل إن الشذوذ الجنسي يبدأ بالانحراف عن الطريق الطبيعي الذي يسري بطبيعة الحال إلي الميل نحو الجنس الآخر‏,‏ ولكن يحدث شيء أو أشياء مثل العائق في الطريق يسبب تغيير المسار‏,‏ ولن أبالغ إذا قلت إن مثل ذلك العائق يحدث للغالبية العظمي من الناس‏,‏ ولكن هنا يبزغ عاملان يفصلان الموقف‏,‏ إما لمصلحة أو ضد الشخص‏.‏
العامل الأول‏:‏ نمط الشخصية‏,‏ فالمصاب هو دائما شخصية استسلامية‏,‏ في حين أن الشخصيات التي تتجاوز الأزمة هي شخصيات قوية مناضلة‏,‏ ويكون ذلك واضحا علي مختلف جوانب الحياة وعلي طريقة التصرف حيال مختلف الظروف‏.‏
العامل الثاني‏:‏ طريقة التربية‏,‏ وهنا لابد أن نهمس في أذن الآباء والأمهات الذين أصبحوا يتراخون في تنشئة أبنائهم‏,‏ فلا يكلفونهم بأي من المسئوليات ويحلون لهم كل مشكلاتهم‏,‏ بل يصلحون أخطاءهم بدلا منهم‏,‏ أضف إلي ذلك نموذج الأب القاسي الذي ينأي الابن بنفسه أن يصبح مثله حال نضوجه‏,‏ فيبدأ في الانجذاب نحو الأم والأخوات الإناث بما فيها تركيبتهن النفسية وحركاتهن وميلهن نحو الرجال‏..‏ كل ذلك مما يؤخذ ببساطة‏,‏ ولكنه يضع اللبنة الأولي في ذلك المشوار المظلم‏.‏
‏3‏ ـ يزيد من شدة الحالة ما يقوم به الشخص نفسه من تعميق هذه الآفة وتمكينها منه‏,‏ وذلك علي مستويين‏:‏
المستوي الأول‏:‏ الذهني‏,‏ وذلك بتصديق أنه خلق هكذا‏,‏ وأن ليس لديه مخرج من هذه الحالة‏.‏
المستوي الثاني‏:‏ الجسدي‏,‏ وذلك بالزلل في بئر الممارسات الشاذة‏,‏ مما يؤكد الاعتقاد نفسيا‏,‏ ويتكون القالب الجنسي علي الأساس المنحرف‏,‏ فيصبح هذا هو النموذج الراسخ في النفس‏,‏ فيقارن أي ممارسة به‏,‏ فيذهب ويجيء إليه لعدم وجود غيره‏,‏ وهكذا يدخل الإنسان في الدائرة المغلقة‏,‏ ليس لأنه لا يوجد غيرها‏,‏ ولكن لأنه لا يري غيرها‏.‏
‏4‏ ـ يتطور الانحراف ويملأ ما يسمي بحاوية الرغبة الجنسية في داخل هذا الشخص‏,‏ تلك الحاوية غير القابلة للتفريغ بأي عقار أو دواء‏,‏ ولكنها قابلة جدا لتغيير المحتوي بإحلاله بالمحتوي الصحيح‏,‏ والذي هو الميل الجنسي نحو الجنس الآخر‏,‏ وذلك بعلاج ذهني وسلوكي وجنسي يستغرق شهورا من المتابعة والإصرار والانتظام‏,‏ ويختلف باختلاف الشخص وسنه وظروفه المحيطة وعمق حالته ومداها ونوعيتها ومسبباتها‏.‏
‏5‏ ـ يستوجب العلاج استنكار الشخص لحالته بل تقززه منها‏,‏ وبالتالي يتولد ويتحقق لديه الإصرار الشديد علي مواصلة العلاج الذي سيستوجب صبره وجهاد نفسه وتخطيه لإلحاح شهوته وغلبة رغبته‏,‏ فإذا كان كل ذلك فليستبشر مثله ـ مثل من سبقوه إلي العلاج وشفوا تماما بفضل الله ثم إصرارهم‏,‏ وأصبحوا يرغبون الإناث تدريجيا حتي الوصول إلي رغبتهن علي مستوي الأحلام الشهوية‏,‏ مما يدل علي تطويع العقل الباطن‏,‏ وهي أصعب المراحل‏.‏
‏6‏ ـ ليس من المنطقي أن يعتقد المصاب أنه لن يجول بخاطره ما كان به أبد الدهر طالما تم علاجه‏,‏ ولكن الحقيقة هي أنه سيتخلص من هذه الأفكار بسهولة شديدة وقتذاك‏,‏ وسيكون مرورها هينا لا يستوقف التفكير ولو للحظة‏.‏
‏7‏ ـ كلمة أخيرة أقولها للمصابين ـ عافاهم الله ـ هي أنكم الآن تابعون للشيطان والعياذ بالله‏,‏ بالرغم مما يصوره لكم شيطان النفس من أن ذلك رغما عنكم ولا يد لكم فيه‏!!‏ وكلمة أخري أقولها للساعين للعلاج هي أن الشيطان اللعين سيتربص بكم ويفتر حماسكم للعلاج وللاستمرار فيه‏,‏ وسيزين لكم التكاسل عن جهاد النفس ومقاومة الباطل‏,‏ مما يقود إلي فوهة عذاب الدنيا والآخرة التي وعد بها العصاة والعياذ بالله‏.‏
فلا تشمتوا بكم الشيطان يا إخوتنا واعلموا أن لكل داء دواء‏,‏ كما قال رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ خاصة أن الأماني لا تنال بالتمني‏,‏ ولكن تؤخذ الدنيا غلابا وجهادا‏.‏
د‏.‏ هبة قطب
استشاري الطب الجنسي والعلاقات الزوجية

--------------------------------- 

3 مشاركات و تعليقات القُراء:

غير معرف يقول...

مع احترامي:

انا لا ارى الا خلط الحابل بالنابل,المثلية النفسية بالمثلية العضوية,واعتبار كلا منهما امرا واحدا,فهذا النوع من العلاج لاينفع الا من هم مبتلون بالمثلية السلوكية,اما مايحدث لمن هم خلقوا هكذاشيئين:
_التكيف السلوكي الجنسي المغاير مع البقاء على الرغبة الجنسية والعاطفية المثلية
-التحول من الجنسية الى الاجنسية (ويخلط بينه و بين البرود الجنسي بالرغم من انهما مختلفين و ان كان احد مظاهر الاجنسية هو البرود الجنسي)

و اتمنى الآن من زوال الاتباس على الاذهان,وشكرا

زياد حياتي يقول...

بالتأكيد هناك درجات عديدة و أنواع كثيرة جداً للميول المثلية لكن لا أعتقد أن هناك ميول مثلية مكتسبة "كما قلت :مبتلون بهذا "و ميول مثلية فطرية "كما قلت :خلقو هكذا"


لا أعتقد هذا

فالمثلية أسبابها عديدة جداً لكن لا يوجد أي سبب فطري لها ..و عندما أقول سبب فطري أي ولد بها ...لا أعتق هذا

تحياتي و شكرا على المرور العطر :)

غير معرف يقول...

اشكرك يا اخ زياد على الرد على تعليقي السابق :)

اخ زياد:
كلمة (اعتقد) و هي تعني التصديق بمسلمات الامور,كان نقول:اعتقد بوجود الجنة و النار,فهذا امر جازم مسلم به عند المسلمين,لكن من القائل بوجود الجنة و النار؟
الله سبحانه و تعالى,ثم من كلف الله بتولى نشر الدين الاسلامي في الامة؟
شخص كان يلقب ب"الصادق الأمين"
شخص و ليس اي شخص,فهو موثوق بجميع اقواله و افعاله,و الا لما كلف بهذه المسؤولية العظيمة..فالبرغم من انه لا احد من بني آدم شاهد الجنة او النار الا رسول الله (ص),فنحن نصدق بوجودهم,بتصديق القائل بهم لانه و كما تعلم: "وانك لعلى خلق عظيم"

فانى لك يا اخ زياد ان وصلت لدرجة (الأعتقاد) بنه لا توجد اسباب جسدية(عضوية) للمثلية؟
هل اخذت ذلك من كلام شخص موثوق؟
و ان كان ثقة,فما ادراك نه يجمع بكل العلوم المطلوبة من الفقه و التفسير,علم التشريح و علم المخ و الاعصاب,علم النفس و علم الانسان,و الصيدلة و علم وضائف الخلية؟
وغيرها من العلوم التي ترتبط بالحث في المثلية؟
و ان قلنا انه يملك من المعرفة ما يملك,اين الدلائل و الاثبات المدونة و الكتب المطبوعة؟؟

لاحظ اني اريد مصدرا من عالم عربي مسلم لا غربي او كافر

لا تنسى ان اكثر مايكتبون عن المثلية,اما انهم من العامة,او انهم من علماء النفس وعلم النفس ليس له معنى ان لم يرتبط مباشرة بطب المخ و الاعصاب و الصيدلة..

فهل هم من تثق بهم و تعتمد كلامهم؟

ثم تاتي لتخلط بين الفطرة و قد رددت عليك بان الفطرة لا ترتبط بالخلقة,فلا نستطيع القول ان (الخنثى) ليس على (الفطرة) لكونه يملك الاعضاء التناسلية للذكر و للانثى معا و قد يميل لاحداهما او كلاهما معا,و ايضا,قد يميل للانثى و هو بعضو مؤنث بشكل ظاهري مذكر,و قد يميل للذكر و هو بعضو مذكر بشكل ظاهر مؤنث,يعني...

و ان كنت يا اخ زياد ممن لا يعنيهم الامر,فكر جيدا بم قلت و قارن,نحن كائنات عاقلة ميزنا الله بالعقل من الا نتعب انفسنا بالتفكير,و ان لم يوجدوا من اقحموا انفسهم في مجال البحث العلمي,لما وجدتنا الآن ننعم بالتقنيات الحديثة, و لما كان هناك وجود للشبكة العنكبوتية التي انا و انت نتواصل بها الآن,و الفضل كله يعود الى.....

علماء الغرب!

و انا اعيش الآن في دولة تصنف من احد الدول (النامية),و لولا البترول,لكنا نعيش الآن تحت رحمة الفقر و الجهل,تماما كما تراه يحدث في افغانستان و غيرها من هذه الدول..

كوني قلت ذلك لا يعني اني امتلك مفاتيح العلوم واسرار المثلية,لا..

انا مجرد انسان باحث قد جردت ذاتي من اي عاطفة و اتخذت موقفا حياديا قبل الشروع في البحث,و مهما كانت النتائج التي توصلت اليها,فلا الزمك يا اخي الكريم و لا الزم غيرك بالتصديق,لكن انا اكتب و لك انت ان تحكم

احييك على هذه المدونة المتخصصة لنقاش موضوع حساس و هو المثلية,لكن اياك و اياك ان تصدق كل ما كتب و تعتبره من المسلمات,فهو موضوع لا زال قائم البحث طالما وجدت الاحتمالات

اقول قولي هذا, والله تعالى وحده يعلم,,