الخميس، يوليو 07، 2011

جلسات مثلي مع مُعالج نفسي - الجزء الثاني




خلال الفترة بين الجلسة الأولى والثانية كان قد حصل معي موقف
أني حسيت بظلم معين من شخص و أنا بالعادة عندما أحس بالظلم من شخص أفكر جيداً هل أنا على حق في هذا الموقف أم أنني سأتهم بأني شخص حساس إذا حاولت الدفاع عن حقي؟
قررت أن لا أخبئ ما في قلبي و أعبر عن ما أحسه و أدى ذلك إلى اصطدام كلامي حاد إلى حد معين بيني و بين شخص قريب علي

و بعد ذلك هدأت الأحوال و اعتذرنا عن شدة الاصطدام و لكن كما يحصل في مثل هذه الاصطدامات بيني و بين هذا الشخص فقد حسيت و وصلت إلى نتيجة أني فعلاً شخص حساس و يجب علي السيطرة على نفسي وخطأ ألا أنتبه على نفسي أكثر من ذلك و ألا أدرس تصرفاتي و ربما كان الشخص الاّخر على حق إلى حد معين و كان علي أن أحترمه أكثر من ذلك و أفكر به 

كنت قد شرحت هذه الحادثة للمعالج في الايميل و في الجلسة غير لي وجهة نظري و تفكيري و انطباعي تجاه هذه الحادثة تماماً

أخبرني أنه كان حقي أن أدافع عن نفسي و حقي أن أحس بما حسسته من الشخص الاّخر 

عبرت عن مخاوفي أني بالغت في الرد و بالغت في التعامل و أخبرني المعالج أنه مثلاً كان بإمكاني أن أقوم بهذا أو ذلك غير ما قمت به

و مع ذلك فإن إحساسي بحد ذاته كان طبيعياً و مهما كانت صورة ردي فإن موقفي في مواجهة من يزعجني بحد ذاته كان رجولياً وألا أخشى على تأثري على الشخص الاّخر طالما أنا قمت بشيء أنا مقتنع به ولم يكن هدفي أصلاً إزعاج أحد و إنما كان الدفاع عما أعتبره حقي 

بعد ذلك عدة مرات حصلت مواقف أحس بالظلم و أغضب و أحاول أن أدافع عن نفسي

و عندما أخبرته بهذه المواقف فمنها ما كان يوافقني في حقي فيه و منها ما لم يوافقني و يعتبرني بالغت في الرد 

و مع ذلك فقال لي أنه من الأفضل أن أبالغ في الرد إذا حسيت بالظلم من غيري من أن أخاف من ردي و أسكت و أني أتعلم الطريقة التي تناسبني في الدفاع عن حقي بالتجربة
..........

تكلمنا أيضاً عن انطباعي و نظرتي إلى معنى الصداقة و التقرب والحب بين الأصدقاء
فعرف أني عندما أكوّن أصدقاء فإني أفضل الأصدقاء الذين أستطيع التحاور معهم و النقاش معهم في مواضيع عميقة و لا أندمج كثيراً أو أحس أني متقرب من شاب إذا كانت مواضيعنا سطحية أو نشاطاتنا سطحية و أعتبرها في هذه الأحيان علاقة سطحية

أخبرني أن الإصرار على عمق الأحاديث كمعيار في عمق العلاقة ليس عملية صحيحة فالشباب لكي يبنوا علاقات بين بعضهم البعض فيقومون بنشاطات مع بعضهم و لا يشترط في تطوير العلاقة الكلام كثيراً

هذا لا يعني أن الأحاديث العميقة أو التي يكمن فيها التعبير عن العاطفة خطأ بين الشباب إنما ليست هي التي تحدد العلاقة بين الشباب ولا تعتبر هي بحد ذاتها عملية ذكورية

و بالتالي فأنا عندما أقررت على نفسي أن علاقتي مع أصدقائي بالدرجة الرئيسية تعتمد على عمق الأحاديث و أني أحصل على تقرب من الشباب بهذه الطريقة فأكون لا أستغل في هذه العلاقة الأبعاد الذكرية التي يمكن أن تطور نظرتي و إحساسي بالرجولة

0 مشاركات و تعليقات القُراء: