الأحد، أغسطس 08، 2010

أمي هل أنا مثلي الجنس ؟



ماما , هل أنا جِاي؟
Mama, am I Gay ? 




- يكمل نيكولوسي موجها حديثه للآباء والأمهات: ربما تشعر/تشعرين بالقلق إزاء ابنك أو ابنتك والتطور الجنسي الخاص بهما. ربما يأتي إليك أحد أبناءك قائلاً : "ماما, هل انا جاي؟" أو "بابا, أنا غالباً ثنائي الجنسية". ربما توجد صور إباحية مثلية في دولاب ابنك أو ابنتك أو تكتشف أنهم دخلوا مواقع مثلية على الإنترنت. ربما تجد/تجدين مذكرات أو خواطر كتبوا فيها مشاعرهم العاطفية تجاه نفس الجنس.
أهم ما أريد أن أقوله لمثل هؤلاء الآباء والأمهات أنه لا يوجد شيء اسمه "طفل مثلي" أو "مراهق مثلي" لكن إذا تُرِكَت مثل هذه الحالات بدون علاج فإن حوالي 75% منها سوف تتحول إلى الجنسية المثلية أو الجنسية المزدوجة.





- من المهم هنا أن أقول . والكلام مازال لجوزيف نيكولوسي أهم المعالجين للجنسية المثلية في العالم, أن أغلب عملائي من المثليين لم تظهر عليهم علامات أنثوية واضحة أثناء طفولتهم, لكن أغلبهم كانت تظهر عليه علامات "غياب الذكورة" أي أنهم كانوا منفصلين عن أقرانهم من الأولاد ويشعرون بألم الرفض منهم. وكان هذا الإنفصال عن الأولاد يظهر في صور متعددة مثل عدم الإهتمام بالرياضة أو السلبية والتراجع وعدم الإقدام وعدم الرغبة في لعب الألعاب التي بها عنف او التحام مع غيرهم من الأولاد. بعض منهم كانت لديه صفات شخصية كانت غالباً تعتبر محببة مثل : الذكاء , الحساسية , الميول الفنية , العقل المبكر (وهي سمة أنثوية في الشخصية فالبنات ينضجن نفسياً قبل الأولاد) في مجال العلاقات والكلام وغيرها. هذه الصفات كانت تساهم أيضاً في ابتعادهم عن أقرانهم من نفس الجنس وبالتالي إلى تشويه أو تأخر في نمو الهوية الذكرية لديهم.
لأن مثل هؤلاء الأولاد لم تظهر عليهم علامات أنثوية مثل ارتداء ملابس النساء أو المشية أو الحديث بطريقة فيها تشبه بالنساء, لم يدرك آباءهم أو أمهاتهم أن هناك مشكلة , وبالتالي لم يبذلوا أي مجهود في العلاج.
لكن لا يجب أن نخلط الأمور , والكلام مازال لنيكولوسي, فمن الممكن أن يكون الولد حساس وطيب واجتماعي أو فنان ورقيق ويظل أيضاً غيرياً . فليس هناك أي مبرر لمنع الأولاد من أن يكونوا هكذا خوفاً من المثلية. الأمر في رأيي(وفي رأيي عدد متزايد من الباحثين) أن الأب يلعب دوراً رئيسياً في تنمية صفات الذكورة لدى ابنه. والأب أهم من الأم في هذا الأمر فالأمهات تصنعن أولاداً أما الآباء فيصنعون رجالاً.في سن مبكر جداً (من سنة ونصف إلى ثلاث سنوات) يقرر الولد داخلياً أن يكون كياناً منفصلاً ويختار إن كان يريد أن يكون مثل أمه أو مثل أبيه. وكما تدفع الوالد الجينات والهرمونات لأن يكون ذكراً "جسدياً" تدفعه علاقة التوحد بالأب لأن يكون ذكراً "نفسياً". وعندما يتعلق الأمر بالميل الجنسي (سواء لنفس الجنس أو للجنس الآخر تلعب العوامل النفسية الدور الأكبر).
لذلك فإن دور الأب هو أن يؤكد على ذكورة ابنه ويساعده ان يقبلها من خلال قبوله للذكورة في أبيه والعلاقة الجيدة معه. يحدث هذا من خلال أن يلعب الأب مع ابنه ألعاب ذكورية عنيفة مختلفة عما يلعبه النساء , أو أن يأخذه معه ليستحما معاً. في ذلك الوقت يدرك الطفل أن جسده شبيه بجسد أبيه وأن عليه أن يختار "نفسياً" أن يكون مثل أبيه.



- كثير من الآباء المحبين لأولادهم فشلوا دون أن يقصدوا في عمل هذه العلاقة أو ذلك الرابط مع أولادهم ربما بسبب الاختلاف في الشخصيات, أو ربما لانشغال الآباء بالعمل , أو ربما لضعف الذكورة لدى الأبناء مما جعل تنمية الذكورة فيهم يحتاج لوقت طويل ومجهود شاق لم يستطع الآباء بذله.
الأم تلعب أيضاً دوراً مهماً ودورها يتلخص في أن تتراجع قليلاً وتسمح للولد بأن "يذهب" مع أبيه إلى عالم الرجال. ربما تكون الأم في مرات كثيرة مسيطرة أو راغبة في تملك الولد وجعله "ابنها الصغير المدلل" Mom's little boy وعندما يجتمع هذا مع سلبية أو انشغال الأب أو عدم التوافق في الشخصية بين الأب والأم يفشل الولد في صُنع هذه الرابطة مع أبيه وبالتالي يفشل في تأكيد ذكورته.
أيضاً تميل بعض الأمهات إلى تأديب أبنائهن أكثر من اللازم بحيث تجعل من كل شيء ممنوعاً. لا ترفع صوتك! لا تلعب لعباً عنيفاً! لا تعترض! كن مطيعاً! فالذكورة متعلقة بالشجاعة والإقدام التي ربما يقتلها هذا التأديب المفرط.
في بعض الأحيان تستخدم الأمهات أبنائهن من الذكور للحصول على الحب والاهتمام الذي لا يحصلن عليه من أزواجهن. أو على الأقل يفشلن في مساعدة أبنائهن على الاستقلال النفسي , بل يستسلمن لعلاقات اعتمادية مع أبنائهن. أحياناً أيضاً تمنع الأمهات أولادهن من الاختلاط بآبائهم (خاصة إذا كانت علاقة الأم سيئة بالأب). ربما يحدث هذا في صورة "لاتشغل بابا" "بابا مُتعب!" "إذا أردت شيئاً أطلبه مني أنا" وبطبيعة الحال بالنسبة لكل الأطفال, الأم أسهل , فالأم هي نبع الحنان وأصل القبول غير المشروط بالنسبة للأبناء والبنات.
مرة أخرى أقول , والكلام لنيكولوسي, أن كثير من الأولاد يحدث هذا معهم ولكنهم لا يتأثرون ويصبحون غيريين, لكن بالنسبة للأولاد ضعاف الذكورة المُعَرَّضين (وراثياً) للمثلية, فإنهم يتأثرون أكثر من غيرهم من اضطراب العلاقة بالأب.



- وختاماً لهذا الفصل أقول أن العيون المفتوحة كثيراً ما لا ترى الحقيقة سواء من خلال تسييس العلم والإعلام والتعليم في الغرب, أو من خلال الجهل والتعمية والتعتيم والفصل الحادّ بين الجنسين في الشرق.
والحقيقة هي أن الجنسية المثلية ليست خياراً طبيعياً للحياة, كما أنها ليست الإثم الذي لا يُغتفر والعار الذي لا يُعبر عنه. هي اضطراب في التطور الجنسي لدى الأطفال يمكن تفاديه في الطفولة والمراهقة ويمكن معالجته فيما بعد ولكن بصعوبة بالغة. 


 مقتطف من كتاب شفاء الحب للدكتور المصري اوسم وصفي -

2 مشاركات و تعليقات القُراء:

أميمة يقول...

موضوع رائع ..حتما سيساعدني مستقبلا في الحفاظ على هوية ابنائي الجنسية

غير معرف يقول...

@ أميمة

شكرا لك علي التعليق ..يعجبني انك استفدت منه ^_^
أتمني لك التوفيق