الأحد، مارس 13، 2011

العلاقة بين المثلية والطب النفسي



المؤسسين الأوائل: وقف نمو أم علاقات مرضية

في البداية تجدر الإشارة إلى رؤية المؤسسين الأوائل للطب النفسي مثل فرويد  ويونج وأدلر للجنسية المثلية 
فهم يرون أنها نوع من التوقف في التطور الجنسي للإنسان. كان فرويد يؤمن أن الطبيعة الجنسية للإنسان هي في  الأساس ثنائية الميل.. أما الأفراد فيصبحون غيريين أو مثليين من خلال خبراتهم في العلاقة مع الوالدين والآخرين (فرويد 1905 
في هذا الصدد يجب التأكيد على أن هناك فرق بين مفهوم المرض الذي يفترض أن الإنسان يكون سليماً ثم يصاب بالمرض ومفهوم الاضطراب التطوري والذي هو توقف وفشل في الوصول إلى التطور الجنسي الذي كان من المفترض أن يتم الوصول إليه. يعتبر فرويد أن الجنسية المثلية هي مرحلة من مراحل التطور الجنسي للإنسان، يعبرها البعض إلى الجنسية الغيرية بينما يتوقف البعض عندها ويصبحون مثليين. لكن فرويد لم يكن يعتبر الجنسية 
المثلية مشكلة كبيرة أو مرض ينبغي علاجه


في خطاب وجهه فرويد سنة 1935 لأم أمريكية لشاب مثلي، كتب فرويد التالي 

"بالطبع المثلية ((اللوطية، السُحاقية)) ليست ميزة، ولكنها أمر لا ينبغي الخجل منه، ولا هو رذيلة أو أمر يقلل من شأن الإنسان. لا يمكن أن نعتبر الجنسية المثلية مرض، ولكننا نعتبرها شكلاً من أشكال النشاط الجنسي يحدث بسبب توقف في النمو الجنسي. الكثير من الأشخاص المحترمين في العالم القديم والحديث على حد سواء كانوا من المثليين مثل أفلاطون ومايكل أنجلو وليوناردو دافنشي وغيرهم. إنه من الظلم الكبير أن نضطهد المثلية فاضطهاد 
 . المثليين جريمة وقساوة شديدة أيضاً


أما التحليليون الذين تبعوا فرويد فكانت لهم آراء متباينة حول سبب المثلية. فعلى سبيل المثال رفض ساندور رادو (1940، 1949) فكرة فرويد أن الإنسان يولد ذو طبيعة مزدوجة وقال أن الجنسية الغيرية طبيعية، أما المثلية فهي محاولة للحصول على اللذة الجنسية عندما تكون العلاقة الغيرية الطبيعية صعبة ومهددة للمراهق. غيره من التحليليين رأوا أن الجنسية المثلية تنتج من علاقات مرضية داخل الأسرة خلال المرحلة الأوديبية من النمو الجنسي 4-5 سنوات



السؤال هنا هو: هل تغير المشهد العلمي كثيراً منذ ذلك الوقت؟ هل ظهرت أبحاث قاطعة تثبت أن الجنسية المثلية مرض، أو توقف في النمو الجنسي؟ وهل خرجت أبحاث قاطعة تؤكد أن المثلية هي مجرد اختلاف وراثي؟ 

الحقيقة هي أن العلم لم يقل كلمته بعد ولم يثبت أي من هذه الأشياء بالدليل القاطع لأن المشكلة هي أن السياسة قطعت الطريق على الحوار العلمي حيث أصبح يوصف بالرجعية والتخلف ومعاداة المثليين كل من يقوم بأي بحث في هذا المجال، اللهم إلا الأبحاث الوراثية التي تحاول أن تثبت أن الإنسان يولد مثلياً تماماً وأن المثلية ليست سوى اختلافاً وراثياً مثل لون العينين أو الشعر أو الميل لاستخدام اليد اليسرى بدلآً من اليمنى 







المثلييون والطب النفسي

إن العلاقة بين الجنسية المثلية والطب النفسي هي علاقة معقدة للغاية، وقد أصبحت أكثر تعقيدًا في الأعوام الأخيرة بسبب الأبعاد السياسية والاجتماعية للأمر

إن الغالبية العظمى ممن لديهم سلوكيات مثلية لا يستشيرون الأطباء النفسيين

ولا يتقدمون بأي شكوى من أي أعراض نفسية!!لذلك أصبح من الضروري تقسيم الأفراد الذين يستشيرون الأخصائيين النفسيين إلى ثلاثة مجموعات

 الذين لديهم صعوبة في تقبل ذاتهم لتوجهها المثلي  -

 الذين لديهم ممارسات مثلية وأيضا مشاكل نفسية -

 الذين لديهم ممارسات مثلية بالإضافة إلى مشاكل مختلفة نتيجة إصابتهم بالإيدز -

إن الذين لديهم صعوبة في تقبل توجههم المثلي، وكيف يؤثر ذلك على رؤيتهم لأنفسهم،  عادة ما يلجأون للعلاج     بسبب شعور بالذنب غير قابل للتخلص منه و عادة  ما يرتبط ذلك بالخلفية الدينية والثقافية والاجتماعية والآراء    الشخصية  في طبيعة العلاقات...أو لفشل العلاقات المثلية لأسباب متنوعة عادة ما تكون هشة ، و معبأة بالغيرة الشديدة و بمشاعر الفقد و الهجر التي عادة تصحب فشل تلك العلاقات


رغم أن نسبة المثليين تتراوج ما بين 1 % إلى  2 % التعداد الكلى لسكان العالم إلا أنه ما زال ذالك يشير ‘لى 
عدد كبير من الناس و بالتالي ليس من الغريب أن نجد بينهم من قد يعانون من مشاكل نفسية  فقد وجد أن
. الرجال المثليون هم أقل سعادة من نظرائهم الغيريين ..وينبر و و يليامز 1972 +
 . أن المثليون أكثر غصابة بالأعراض النفس جسمية +
. أكثر وحدة و إكتئابا و تفكريا في الإنتحار +
. أقل تقديرا للذات من الغيريين ...بيل وينبرج 1978 +
. و بالتالي تعرضهم أكثر للإصابة بمشاكل نفسية عن غيرهم    




د . أوسم وصفي 
شفاء الحب

0 مشاركات و تعليقات القُراء: