في مقالات سابقة تكلمنا عن أسباب الجنسية المثلية، وكان للإيذاء النفسي والجنسي مكاناً واضحاً. لذلك هناك مكان واضح أيضاً في مسيرة التعافي من الجنسية المثلية للتعافي من الإساءات والجروح القديمة. تصف "جوديث هيرمان" في كتابها الكلاسيكي عن التعافي من الإيذاء النفسي 4 مراحل للتعافي من الإيذاء النفسي، وهي الحصول على علاقات آمنة ، ثم التذكر، ثم النوح، ثم إعادة الإتصال
أولاً: الحصول على علاقات آمنة
Safe Relationships
تؤكد "جوديث هيرمان" أن القضية الأساسية في الإيذاء النفسي هي الشعور بالعجز وفقدان القوة. وبالتالي فإن القضية الأساسية في التعافي من الإيذاء هو أن يدخل من تعرض/ تعرضت للإساءة في علاقات آمنة تعيد له القوة المفقودة. لهذا السبب فإننا قبل أن نتكلم عن التعافي من الإيذاء النفسي والجنسي، كمكون من مكونات التعافي من المثلية، تكلمنا أولاً عن العلاقات الحميمة مع نفس الجنس( ذلك في مقال سابق)،
بوصفها المناخ الذي يمكن أن يحدث فيه التعافي من الإيذاء. العلاقات الآمنة هي التي توفر عنصرين أساسيين، وهما القبول غير المشروط والحرية. هذين العنصرين معاً بالإضافة لعنصر الوقت يؤديان للتمكين Empowerment أي لاستعادة القوة المفقودة والتغلب على الشعور بالعجز
ثانياً: التذكر
Remembering
يحتاج الناجي من الإساءة أن يتذكر كل تفاصيل الإساءات التي حدثت حتى ولو كان ذلك مؤلماً. التذكر يكسر الإنكار ويعيد للمخ السيطرة على الذكريات وبالتالي السيطرة على المشاعر والأفكار والحياة الداخلية بشكل عام. قام أحد المثليين المتعافين في بداية رحلة تعافيه بكتابة كل الإساءات التي تعرض لها في كراسة. كان الأمر مؤلماً جداً في البداية، وكان في كل مرة يعود ويقرأ هذه الكراسة يشعر بالألم. لكن الألم كان يتناقص تدريجياً حتى اختفى تماماً وحلت محله سيطرة أكثر على الأفكار والمشاعر. هذه السيطرة ساعدته كثيراً في التحكم على السلوك الجنسي. الآن وبعد مرور حوالي ثمانية سنوات على كتابته لهذه الكراسة، وبعد أن خرج من أسلوب الحياة المثلي، وصارت له حياة جنسية غيرية مع زوجته، لا يزال يعتبر أن هذه الخطوة كانت خطوة محورية في رحلة تعافيه
يحتاج الناجي من الإساءة أن يتذكر كل تفاصيل الإساءات التي حدثت حتى ولو كان ذلك مؤلماً. التذكر يكسر الإنكار ويعيد للمخ السيطرة على الذكريات وبالتالي السيطرة على المشاعر والأفكار والحياة الداخلية بشكل عام. قام أحد المثليين المتعافين في بداية رحلة تعافيه بكتابة كل الإساءات التي تعرض لها في كراسة. كان الأمر مؤلماً جداً في البداية، وكان في كل مرة يعود ويقرأ هذه الكراسة يشعر بالألم. لكن الألم كان يتناقص تدريجياً حتى اختفى تماماً وحلت محله سيطرة أكثر على الأفكار والمشاعر. هذه السيطرة ساعدته كثيراً في التحكم على السلوك الجنسي. الآن وبعد مرور حوالي ثمانية سنوات على كتابته لهذه الكراسة، وبعد أن خرج من أسلوب الحياة المثلي، وصارت له حياة جنسية غيرية مع زوجته، لا يزال يعتبر أن هذه الخطوة كانت خطوة محورية في رحلة تعافيه
ثالثاً: النوح
Grieving
رابعاً: إعادة الإتصال
Reconnecting
بعد العلاقات الآمنة والتذكر والنوح، تأتي خطوة إعادة الاتصال بالنفس، وبالتحديد الطفل الداخلي الذي تعرض للإساءة أو للجوع للحب. هذا الإتصال بالطفل الداخلي وتوجيهه لمصادر أكثر صحة للحصول على الحب، يعد خطوة أساسية في التعافي من الإساءة. أيضاً إعادة الاتصال بالآخرين وبالمجتمع عموماً يساعد المثلي أن يعوض ما قد فاتة من نضوج في الأفكار والمشاعر والعلاقات. ولقد تكلمنا في السطور السابقة عن أهمية التواصل بشكل أفضل مع المثليين وعبور الهوة مع الغيريين من نفس الجنس كخطوات محورية للتعافي من الجنسية المثلية
نعود ونؤكد على أن التعافي من الجنسية المثلية رحلة طويلة من النمو والنضوج يختار القليلون أن يمشوها، بينما تختار الغالبية ألا تفعل ذلك. الخيار هو دائماً خيار فردي يتخذه الإنسان بمحض رغبته وإرادته الحرة مهما تخلل تلك الإرادة من ضعف وعجز. فالأمر كما جاء على لسان آندي في فيلم وداعاً شاوشانك، يتلخص في اختيار صغير . إما أن تنشغل بالحياة. أو تنشغل بالموت !!
المصدر - فضفضة